صرح الدكتور أحمد نظيف بأن قناة السويس لم تتأثر بأعمال القرصنة والأزمة المالية العالمية وأن الوضع «غير مقلق». الأم الحنون عندما ترى الحرامى على الباب, تحضن صغارها وتقول ما تخافوش يا ولاد مافيش حرامى! فشكراً لنية الحكومة الحنونة ولكن الدور سخيف, اتفطمنا وعايزين نطّمن على لقمة عيشنا! هذه التصريحات منعزلة ومضللة ومستفزة. منعزلة لأن د. نظيف ظهر وكأنه لم يُبلّغ بأن أكبر شركات النقل البحرى «أب موللر ميرسلك» الدنماركية قررت بالفعل تحويل جزء من أسطولها إلى رأس الرجاء الصالح وأن إدارة أودفجيل إس إى النرويجية أصدرت نفس القرار لسفنها التسعين وأن تقارير كل وسائل الإعلام الدولية تحذر من الآثار السلبية للقرصنة على قناة السويس واقتصاد مصر, وأن الدول المطلة على البحر الأحمر اجتمعت بالقاهرة لبحث سبل مواجهة القرصنة. لماذا تدعو القاهرة إلى مثل هذا الاجتماع إن كان الوضع «غير مقلق» وإن لم تكن مصالحها مهددة بالفعل؟ كما أن التصريحات مضللة. مَن نصدق؟ رئيس الحكومة أم رئيس هيئة قناة السويس؟ الفريق أحمد فاضل كان قد صرح قبل يومين فقط من تصريحات د. نظيف, بأن هناك مؤشرات بأن الأزمة المالية بدأت فى التأثير على القناة. كما قال لأسوشيتد برس معلقاً على القرصنة: «إذا استمرت سيكون لها تأثير سلبى بالطبع». من المفترض أن نصدق رئيس الحكومة ولكن العقل والمنطق والمتابعة البسيطة للتطورات تستدعى غير ذلك. أما عن أن التصريحات مستفزة فإنها فى غاية الاستفزاز فإذا كان رئيس الحكومة غير قلق على خمسة مليارات دولار, وهو ما وصل إليه دخل قناة السويس, فى وقت يرتعش فيه العالم من آثار الأزمة المالية فمَن يقلق على لقمة عيش هذا الشعب؟ سأفترض حسن النية..لم يقصد د. نظيف ما قاله! لماذا إذاً لم يظهر حتى الآن متحدث رسمى باسم مجلس الوزراء ليتعامل مع هذه الأمور؟
لن نتوقع أن يقول إن الوضع خطير وإن بعض التقارير الهامة حذرت من إمكانية حدوث تفاهم بين القرصنة وجماعات إرهابية, أو أن يتحدث عن ضعف أو انعدام الأوراق التى تمتلكها مصر لتضمن الضغط على حلف الناتو أو الولايات المتحدة لاستخدام سفنها الحربية المتواجدة فى خليج عدن فى مواجهة القرصنة أو لإقناع أطراف دولية أخرى بالتدخل العسكرى. لكن نتوقع على الأقل أن يفعل كما فعل السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية فلم يقل إن القرصنة ليست مشكلة «ماتخافوش يا حبايبى». قال إن منظومة الأمن القومى تدرس ما إذا كانت مصر ستكتفى بالجانب السياسى والدبلوماسى أم «نصعد وندخل فى خيارات أخرى». كلام مقبول فى هذه المرحلة ويعنى أن هناك مشكلة وأن علينا حلها زى الكبار.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة