لا يمكننا وضع جميع الصحف فى خانة واحدة، فتناول حوادث الفتنة الطائفية أو المسائل الدينية عامة يختلف من صحيفة لأخرى، فهناك صحف تتناول تلك الأزمات بشكل موضوعى وأخرى تتناولها بشكل ملون وللأسف هذا هو حال الغالبية العظمى من الصحف، التى تنشر أخبارا بها أحكام مسبقة تدين أيا من طرفى الأزمة الطائفية دون معلومات حقيقية، وفى أوقات كثيرة تقوم هذه الجرائد الملونة بتحميل جميع المسلمين أو جميع المسيحيين مسئولية حادثة أو واقعة، ربما يكون سببها شخص واحد.
هذه الجرائد من وجهة نظرى هدفها فى بعض الأحيان رفع معدلات التوزيع، وهذا بالطبع اتجار بقضايا خطيرة وأزمات ينبغى البحث لها عن حل. هناك أيضا جرائد لا تهدف لرفع أرقام التوزيع ولكن السبب هنا وجود أقلام صحفية طائفية تهدف إلى النفخ فى نار الفتنة وإشعالها، والصحفيون الذين يفعلون ذلك هم من أصحاب العقليات الطائفية التى لا تفكر فى مصلحة وأمن مصر ولا تستحق شرف الانتماء لمهنة الصحافة، فما تفعله هذه الجرائد الملونة خطورته تتمثل فى وجود شرائح واسعة فى المجتمع تعتبرها مصدر ثقافتها الوحيد، مما يجعل الصورة الوحيدة التى تصلهم عن الأزمات الطائفية هى التى تنقلها تلك الصحف غير المسئولة.
نقابة الصحفيين لا تقوم بدورها فى مواجهة هؤلاء ومحاسبتهم لأن الشيخوخة أصابتها ولم تعد تهتم بدورها الحقيقى وأصبحت مجمع خدمات لا أكثر ولا أقل. الحل الجذرى لمواجهة مثل هذه المشكلة وغيرها من المشكلات هو عودة سيادة القانون، لأنه وحده هو القادر على وضع الضوابط الحاكمة لمهنة الصحافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة