رحل عن العالم الثقافى فى الوطن العربى أحد أهم المفكرين اللبنانيين وهو الروائى والمترجم والناشر سهيل إدريس (1925 - 2008) مؤسس مجلة "الآداب" الشهرية ذات التأثير الأدبى والفكرى الشديدين خاصة خلال النصف الثانى من القرن العشرين.
ولد الراحل فى بيروت عام 1925 ودرس فى الكلية الشرعية وتخرج منها شيخاً عالماً ورجل فقه، وبعد تخرجه تخلى عن زيه الدينى وعاد إلى وضعه المدنى، وبعد ذلك بدأ يمارس الصحافة.. إلا أنه تركها ليتابع دراساته العليا فى باريس بهدف تحضير رسالة الدكتوراه فى الأدب العربى تحت إشراف أساتذة جامعة السوربون.
وقد حصل فعلاً على شهادة الدكتوراه واستوعب جيداً الفكر الغربى وتياراته الفلسفية عن طريق القراءة والترجمة والاحتكاك المباشر.
وعند عودته أنشأ سهيل إدريس مجلة الآداب سنة 1953 بالاشتراك مع المرحومين بهيج عثمان ومنير البعلبكى، ثم تفرد بالمجلة سنة 1956م ودافع كثيراً عن التيار الوجودى، وترجم الكثير من إبداعاته.
وقد كانت المجلة دعامة أساسية للشعر التفعيلى والقصيدة النثرية والحداثة بصفة عامة.
وفى سنة 1956م، أسس سهيل إدريس دار الآداب بالاشتراك مع نزار القبانى،الذى اضطر لاحقاً إلى الانفصال عن الدار بسبب احتجاج الوزارة الخارجية السورية.
عمل إدريس فى سلك التعليم مدرساً للغة العربية والنقد والترجمة فى عدة جامعات ومعاهد، وأسس اتحاد الكتاب اللبنانيين مع قسطنطين زريق ومغيزل ومنير البعلبكى وأدونيس، وانتخب أميناً عاماً لهذا الاتحاد لأربع دورات متتالية.
ومن أشهر أعمال سهيل إدريس رواية الحى اللاتينى التى تناول فيها صدمة الشرق بالغرب، و"الخندق الغميق" ، و"أصابعنا التى تحترق".
كما ترجم العديد من أعمال جان بول سارتر وسيمون دى بولفار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة