الكاتب "إدوار الخراط" واحد من جيل الرواد فى كتابة الرواية المصرية، وينتمى إلى جيل الراحل الكبير "يوسف إدريس"، وكان مع الراحل "يوسف السباعى" فى منظمة التضامن الأفرو آسيوى، وكان رئيساً للجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة لعدة سنوات.
ومنذ أيام منحه " مؤتمر الرواية الرابع" جائزته وكانت لجنة التحكيم برئاسة الدكتورة "يمنى العيد"، وكان من بين أعضائها إبراهيم فتحى ـ الناقد اليسارى المشهور ـ وبناء على هذا الفوز "عاد الخراط" ليحتل مساحات فى الصحف والمجلات بعد غياب طويل.
أدهشنى الحوار الذى أجرته معه مجلة المصور فى عدد 29 فبراير 2008.
سألته المحررة هذا السؤال: لأنكم روائيون كبار، فإن النقاد يتوقفون عند أعمالكم، لكن الكتاب الجدد عبروا فى جلسات " الملتقى الروائى" عن مرارة وأسى حقيقى من غياب النقد والنقاد وتجاهلهم لأعمالهم؟
فأجاب الخراط بما نصه "سوف أكون صريحاً أكثر، وأرجو أن لا يغضب أحد..، يشكو من غياب النقد الكتاب غير الموهوبين الذين يقدمون أعمالاً ضحلة وطبيعى أن لا ينظر الناقد إلى عمل فقير الموهبة".
انتهى كلام الكاتب " الخراط"، وهو كلام يفتقد إلى الدقة فى توصيف حالة النقد فى مصر، والحالة الإبداعية بشكل عام، لأسباب عديدة منها الآتى:
• لجنة القصة طوال رئاسة إدوار الخراط لها، لم تفعل شيئاً سوى إرسال عدد من تلاميذ رئيس اللجنة إلى عواصم أوروبية، وفى إطار التبادل الثقافى بين "القاهرة" وهذه العواصم، ومن يسترجع. تلك الأيام سيجد أن هؤلاء التلاميذ تمتعوا برعاية "الخراط" والنقاد الذين يؤمنون بالتوجه الإبداعى الذى يؤمن به الخراط نفسه، مع استبعاد كل الذين يختلفون مع هذا التوجه وعدم الاعتراف بهم أو اشتراكهم فى أى مؤتمر أو لقاء أو ندوة، لدرجة جعلت من لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة لجنة مهمتها مكافحة الأدب المكتوب بعيداً عن " دماغ" رئيس اللجنة وأدمغة تلاميذه، رغم أن لائحة المجلس تنص على ضرورة تمثيل كل التيارات الإبداعية وكل الأجيال دون النظر إلى توجهاتهم السياسية والفكرية!
• النقد الذى يتحدث عنه الخراط ويعتبره موجوداً بقوة، هو نقد "ملاكى" يفتقد إلى الموضوعية، والنقاد الذين أصبحوا نجوماً فى السنوات الماضية كلهم تربطهم علاقات واسعة بوسائل الإعلام وقيادات المجلس الأعلى للثقافة وكلهم أعضاء فى لجانه، رغم ضعفهم العلمى وتخلف ذائقتهم النقدية، ولا داعى لذكر الأسماء، لأنها معروفة للمهتمين بالشأن الثقافى والنقدى والأكاديمى.
• يعرف الخراط أن الجامعات المصرية ليست بخير، ولم يظهر أكاديمى يمكن الوثوق فى آرائه والاطمئنان إليها غير الناقد الشاب "يسرى عبد الله" ـ جامعة حلوان ـ والدكتورة عفاف عبد المعطى وأسماء أخرى مجتهدة، رغم هذا لم يتم إدراجهم ضمن لجان المجلس، ولم يتم تركيز الأضواء عليهم، لأنهم لا يحبون "التوجه الإبداعى" الذى يتبناه تلاميذ " إدوار الخراط" الذين يتحكمون فى لجان وكتب المجلس.
إذن .. نستنتج من كل ما سبق أن رأى إدوار الخراط لم يستهدف قول الحق، بل يستهدف "حاجة ثانية" يعلمها الله عز وجل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة