يقولون إنهم مراهقون سياسياً، عشوائيو التفكير والمنهج، غير ناضجين، لا يتحملون مسئولية غليان الوطن، محرضون على الفوضى..... إلخ"، يقولون هذا عن الشباب الذين هم فى الأغلب تربوا على طريقة "عيب، قول حاضر من غير مناقشة، إنت إيه إللى فهمك ..إنت لسه عيل، الكلام إللى يقوله أستاذك يبقى صح تحفظه وإنت ساكت بلاش مجادلة.... إلخ"
بعد كل هذا يقولون عنهم مراهقين عندما يعبرون بطريقتهم، عندما يحاولون التغيير أو حتى التأثير، أو حتى الفضفضة، الغضب، كبت السنين... سنوات التربية والتعليم، يتمردون بشكل إيجابى، على الأقل فىَّ أنا.
يشعروننى بأن هناك ما يستحق أن أحبه فى مصر، مصر فيها هؤلاء الشباب، إسراء عبد الفتاح، محمد الشرقاوى، نورا يونس، عمرو سلامة، وأصحاب مئات المدونات مثل أبناء مصر، ولاد البلد، لسه عايش... شباب لا أعرفهم، ولكن كل ما أعرفه عنهم أنهم يملكون طاقة إبداع وتمرد ورؤى وأفكار تصلح ألف مصر، وليست مصرنا أو بمعنى أدق "مصرهم" التى يجبروننا على أن نقف أمام إصلاحها عاجزين.
هؤلاء الشباب الذين يرهبون النظام... فقط لأنهم صادقون، لأنهم أحرار متحررون، استطاعوا بمنتهى القوة ألا يكونوا التطور الطبيعى للتربية المتزمتة أو المدرسة التى علمتهم الترهيب أو الجامعة التى احتضنت الأمن للقبض على بعضهم... لم تفلح ثقافة المجتمع التى علمتنا جميعاً منذ نعومة أظافرنا أن نقول " حاضر، حاضر، حاضر "، أن تجلعهم خانعين فى شبابهم، لقد عرف هؤلاء الشباب الرائع أن يقول "لأ . لأ" .. يقولونها بطريقتهم..
وقولهم أنتج فعلاً رائعاً مهما كانت بساطته، الفعل الذى يجعلنى أتجول بين أخبار اعتقال بعضهم فى الصحف أو بين مدوناتهم فأشعر بالفخر بهم، بالخوف عليهم، بالسعادة لمستقبل مصر، بالخزى من نفسى أحياناً.
لم أجد أجمل من الجملة التى كتبها أحد المدونين لدعم إسراء عبد الفتاح أثناء حبسها .... إسراء فتاة الفيس بوك التى وصفها الأمن بأنها المحرضة على إضراب 6 أبريل "مما يؤكد الغباء الأمنى بسذاجته وضعفه ومراهقته" الجملة التى استوقفتنى هى ما كتبه المدون لإسراء:
عزيزتى إسراء ..تذكرى جملة الزعيم غاندى :
Action may not always bring happiness; but there is no" "happiness without action
"الفعل قد لا يأتى بالسعادة دائماً، ولكن لا توجد سعادة بدون فعل".
ألم أقل لكم إن مصر بها ما يستحق الحب... والسعادة أيضاً.. مصر بها هؤلاء ...
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة