سناء الفتاة البسيطة التى سأحكى لكم بعض مشاهد من حياتها فى السطور القادمة قالت لى فى حوار ممتد لموضوعات شتى:"أنا باحس إن سوزان مبارك دى ست طيبة، لما بتيجى فى الإعلانات ونشرات الأخبار مع الأطفال بتوع السرطان، باحس إنها حنينة أوى، بس يا خسارة عاوزينها تأثر كمان على الحكومة علشان ياخدوا بالهم من الغلابة شوية"!
سناء هذه التى قالت هذا الكلام التلقائى جداً (29 سنة) فتاة بسيطة تعيش فى أحد الأحياء المتهالكة بالوراق، تنقلت فى عدة وظائف كثيرة فى عيادة طبيب بمائة جنيه فى الشهر، ثم انفرج الحال وعملت كمربية أطفال بأربعمائة جنيه، ثم كمساعدة فى محل كوافير بنفس الراتب مضافاً إليه بعض "البقشيش".
أعرفها منذ سنوات، تختفى وتظهر فى حياتى، تظهر مرة وهى تحدثنى عن إنجازاتها فى الثلاثة أعوام الماضية وكيف أنها استطاعت أن "تقرط على نفسها" على حد تعبيرها ووفرت مبلغ أربعة آلاف جنيه، تحدثنى عن حلمها الوحيد باستكمال دراستها فى الجامعة المفتوحة كلية الإعلام، مبررة دائماً الحلم بأنه الوسيلة والفرصة الأفضل لها عند الزواج، أن يجدها العريس حاصلة على بكارلوليوس أفضل من أن تكون "دبلوم". حاولت معها مراراً وتكراراً دون أن أحبط أحلامها أن أفسر لها أن تميز الشخصية لا يقاس بالشهادة الجامعية. وهى تصر أن فرصة الزواج ستكون أفضل.
مرت سنوات وعادت لتخبرنى أنها دخلت الجامعة المفتوحة "بس الدراسة صعبة ومش قادرة أفهم الإنجليزى ولا الكمبيوتر والدكاترة بيقولوا كلام فى السياسة مش بافهم قصدهم إيه، بس باحس إنهم مش موافقين على الأوضاع".
طب وإنت رأيك إيه فى أوضاع البلد؟
أجابت سناء بحماس: "والله الأوضاع وحشة أوى والناس اللى فوق دول مش حاسين بالغلابة، أنا مش باتكلم عن نفسى، أنا باتكلم عن الغلابة بجد اللى مش لاقيين لقمة لهم ولعيالهم".
أدهشتنى الفتاة البسيطة المطحونة وهى تقول "لما باشوف حال الغلابة.. باقول أنا فى نعمة كفاية أنى باكل التلات طقات، وكفاية إنى قدرت فى 3 سنين أحوش 4 آلاف جنيه.. صحيح مفضلش منهم حاجة واتصرفوا كلهم فى كام شهر .. لكن أقدر أعملهم تانى .. بس المهم إنى ألاقى شغل ولو بمتين جنيه.. يارب"!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة