سيدى الرئيس:
هل تستطيع أن تسير بيننا، وتعرف ماذا يدور بدواخلنا؟
هل تستطيع النوم مرتاحاً، وأنت تتجول فى الشوارع وتشاهد المشردين؟
هل تستطيع أن تهنأ بأحلام سعيدة، وأنت ترى ما يحدث وما يجرى؟
هل أنت فخور بنفسك وتستطيع السير وقامة رأسك عالية والأم، حتى الأم لم تتمكن من أن تقول لابنها وداعاً قبل أن يموت؟
هل ......، هل ..........
قبل أن أثير أو أستفز ثائرة أى رئيس فى الحياة، وقبل أن يفهمنى صائدو وقناصو المكائد، أود أن أطمئن كل من يشكك فى نواياى، أن هذه الجمل ليست من وحى إبداعى ولا "تنفيساً" شخصياً، عما يجول فى خاطرى وفكرى، لأنها كلمات أغنية أمريكية تغنيها مطربة شابة فى حفل جماهيرى، حضره الألو ف من الأمريكيين فى مكان مفتوح كبير، تغنى الفتاة وخلفها شاشة كبيرة عليها صور الرئيس بوش وكل الانتهاكات الإنسانية الحادثة فى المجتمع الأمريكى، وأذيعت هذه الأغنية وتم توزيعها على اليوتيوب وعلى الفيس بوك، وبالمناسبة السعيدة، مازالت الفتاة حية ترزق ولم تسجن ولم تعتقل، ولم توقع على إقرار يفيد بأنها محرضة على إثارة الرأى العام، ولم يستوقفها رجال المخابرات الأمريكية أو الشرطة الفيدرالية، متنكرين فى ملابس مدنية ولم يقوموا بالاعتداء عليها أو التحرش بها أو منعها من الغناء وتكسير سيارتها أو تقديمها للمحاكمة. فقط هى غنت، عبرت، تكلمت، مارست حقها.
أعتقد أن الدرس المستفاد الذى سيخرج به علينا حامو الشيطان الموالسون، هو أنهم سيكتبون أو يرهقون أصواتهم وحناجرهم وأقلامهم ليقولوا لنا "شفتوا بقى، حتى أمريكا فيها مشاكل وانتهاكات حقوق إنسان، مش قلنا لكم قبل كده، إن ما يحدث فى مصر من بلاوى ....ده عادى جداً"!!
هو إحنا أحسن من أمريكا؟!!
صحيح...إن لم تستح فافعل ما شئت، فمن يتجرأ يوماً ويقول ونحن فى أحلك ظروفنا الاجتماعية، إن "غلاء الأسعار لمصلحة الفقراء"، و"إن أزمة المياه ونقصها بسبب كثرة استخدام المصريين للماء فى الاستحمام!!!"، و"إن المصريين متعجلون دائماً للحلول السريعة" ، و"إننا شعب غير مهيأ للديمقراطية"، "وإن شباب الفيس بوك تافهون ولا يملكون رؤية سياسية عميقة" ...لابد أن يتجرأ ويقول: "إللى يشوف مصايب بوش تهون عليه مصائبنا".. ومصائب قوم عند قوم فوائد!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة