طارق عجلان

"سرادق".. أوباما

الثلاثاء، 29 يوليو 2008 12:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إسرائيل معجزة تاريخية، وإيران النووية كارثة كونية؟
من قائل هذه العبارة؟..إنه هو باراك حسين أوباما المرشح الديمقراطى لرئاسة أمريكا. ولماذا يقول ذلك؟ الإجابة أكثر من معروفة، وسنأتى إليها فيما بعد. لكن اللافت فى زيارة أوباما الغضب العربى المكبوت لتجاهله زيارة العواصم العربية العريقة، ورغم محاولات كبته كان مفضوحاً. على الأقل تسبب فى حرج بالغ لزعماء هذه العواصم أمام شعوبها. أكثر من الحرج تسبب نجل الحاج حسين فى تعرية هؤلاء الزعماء عندما أعلن أن القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل قبل أن يتراجع قليلاً. هو لم يلحس كلامه كلية بأى حال.

هذا برنامجه للسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط.. لا، هو فقط يصعد إلى ذروة برنامجه الانتخابى فى الولايات المتحدة، لا يشرح سياسته الخارجية فى حال انتخابه رئيساً ولا يطلق وعوداً يلزم نفسه بتنفيذها حال دخوله البيت الأبيض. لا هذا ولا ذاك.

ماذا إذن؟
هى جولة انتخابية، لا أكثر. تبعد آلاف الأميال فقط عن مقر الحملة الانتخابية لأوباما فى الولايات المتحدة. أوباما يغازل يهوده هناك هنا على أبعد رقعة جغرافية ممكنة (أرض الشرق الأوسط الأبعد عن الأراضى الأمريكية). ولو كانت إسرائيل تلك على سطح المريخ لصعد إليها مهللاً مكبراً ومؤدياً شعائر النفاق السياسى، لا لإسرائيل وإنما لعصابة بروكلين (أكثر يهود الولايات المتحدة تطرفاً ضد العرب).

لكن ماذا لو كان العكس .. أى لو كان هناك لوبى مصرى قوى فى الولايات المتحدة؟
كان أوباما أو أى أحد أمريكى غيره سيدشن حملته، ربما من حى بولاق ويدخل أول سرادق عزاء منصوب فى أى حارة سد، وقد يصطف لتلقى العزاء وينصت خاشعاً لتلاوة "ربع" من آيات الذكر الحكيم. أقمنا لأوباما سرادقا انتخابيا برقعة العالم العربى كله فتحول إلى سرادق عزاء لأنفسنا.

هى أعراض انتخابية فى التحليل الأخير. لكن فى الوقت نفسه هى حصيلة الفارق بين نظامين انتخابيين، إن جاز لنا أن نقارن التجارب الانتخابية المصرية ونجرؤ على معايرتها بالأمريكية.

لكن مهلاً، هناك تشابه واحد بين المرشحين هنا والمرشحين هناك، فكلاهما يخاطب رأى عام واحداً لا رأيين، هو الرأى العام الأمريكى بالقطع، ارجع إلى خطاب وأهداف المرشحين الرئيسيين فى الانتخابات الرئاسية المصرية فى 2010.

أوباما الأقسى على العرب من بين كل المرشحين، فما سبب الحماس العربى الزائد لمرشح الديمقراطيين هذه المرة؟! لأنه أسمر، ويشبه لونه وتقاطيع وجههه (غير الزنجية) لون وتقاطيع بشرة أغلبية العرب. ناهيك عن أرومته الإسلامية. نحن نحبه على قاعدة شرقية صارمة تنص على أن الدم يحن .لكن روحه وعقله هناك، فى أمريكا. نحن نحبه من طرف واحد مع أنه لم يعدنا بشئ...تماماً، كالمراهقين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة