لاعب الجمباز محمد سرور: إنجاز أثينا كان صدفة

الإثنين، 15 سبتمبر 2008 11:04 ص
لاعب الجمباز محمد سرور: إنجاز أثينا كان صدفة مصر تعانى من سوء التخطيط فى المجال الرياضى
حاورته نهى عبد النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توقع الكثيرون، وعلى رأسهم رئيس اتحاد الجمباز المصرى وجدى أبو المعاطى، أن يحقق محمد سرور بطل الجمباز المصرى ميدالية لكنه فاجأنا هنا بأن إنجاز أثينا جاء صدفة.
سألناه عما دعاه لهذا التصريح، فكشف قليلا من أسرار فشل بعثة مصر فى أولمبياد بكين 2008، وسلط الأضواء المحجوبة على الصغائر التى أدت بسفينة مصر إلى الغرق فى بحر الصين العظيم، مؤكدا أنه وزملاءه من أعضاء البعثة بكوا حال مصر أثناء وجودهم هناك.
هنا حوار مع لاعب الجمباز المصرى محمد سرور....


كيف كان استعدادك للأوليمبياد، ولماذا خاب ظن جمهورك فيك؟
التأهل لبكين كان من أصعب ما يمكن، لأنه يتم اختيار لاعب واحد فقط ليمثل قارة أفريقيا فى الأولمبياد، ويتم تأهله عن طريق بطولة العالم التى أقيمت فى شتوتجارت 2007، وبالفعل تم اختيارى وحققت أول فردى عام على مستوى أفريقيا كى أتأهل لبكين 2008، ومثلت قارة أفريقيا فى البطولة.

حققت ميداليات من قبل فى أفريقيا ..لماذا لم تحقق أى إنجاز فى بكين؟
الأولمبياد يعتبر حدثاً خاصاً جدا فى العالم بأكمله، ويستعد الجميع له من نهاية الأولمبياد إلى بداية الأولمبياد الآخر، أى يتم الاستعداد له أربع سنوات كاملة، أما فى مصر فنستعد له قبل الأولمبياد بشهرين، خصوصا أن الدعم جاء فى وقت متأخر جدا من اللجنة الأولمبية قبل السفر لبكين بشهر، بالإضافة إلى أننى كنت أتمرن مرة واحدة فى اليوم فى مقابل تمرين زملائى فى الأولمبياد ثلاث مرات فى اليوم، وخصوصا أن شهر التدريب كان فى وقت الامتحانات، وأنا فى كلية صيدلة، والدراسة من أصعب ما يمكن وانقطعت عن التمرين أسبوعين، وعندما واصلت التمرين كنت كأنى أبدأ من جديد، كما أن هناك "ناس بتحاربنى من داخل الكلية" لأنى رياضى ناجح وكل هذه مشاكل تؤثر على الرياضى، وهذه كلها أسباب عدم تحقيق ميدالية.

هل هناك فجوة كبيرة فى المستوى الفنى عندنا ومستوى الدول المنافسة فى بكين؟
رغم كل هذه المشاكل الموجودة فى مصر، إلا أن الفرق ليس كبيرا، ولكن ينقصنا التخطيط، والدليل أننا فى بطولات العالم نحقق مراكز متميزة، رغم أن لعبتى هى "حصان القفز" وقفزته من أعلى القفزات الموجودة.

ماذا كان شعورك عندما عدت إلى مصر بالهزيمة؟
كانت النتيجة متوقعة، وأنا كان هدفى أن أحقق ميدالية لمصر، وكنت أعلم أن هذا الأمر صعب جدا، لأنى غير مؤهل جيدا مثل الطالب الذى يدخل الامتحان، وهو لم يذاكر دروسه وبالتالى يتوقع الرسوب، لكن لو كنا اجتهدنا أكثر ولم نحقق شيئا فأكيد ستكون النتيجة صدمة لنا.

هل كونك بطلا يعتبر عبئا عليك عندما تفشل فى تحقيق إنجاز؟
نعم، لكن المشكلة فى الجمهور لأنه يرى أن تحقيق الميدالية شىء أساسى، لكنه لا يعلم ما يحدث فى عالم الرياضة، وأن التأهيل لبكين يعتبر إنجازا فى حد ذاته، لكن الجمهور لم ير ذلك، وهذه مشكلة الإعلام، لأنه لم يوصل مشاكلنا ويهتم فقط عندما نحقق إنجاز أو نفشل فى تحقيق إنجاز.

وأنا حققت نتائج جيدة إلى حد ما فى الفردى العام، وحققت المركز الـ44 على 101لاعب، ولولا الإصابة كنت حققت إنجازا فى لعبتى "حصان القفز".

الكثير من النقاد بعد فشل بكين يعتبرون أنكم جلبتم العار لمصر..ما ردك؟
لا يوجد عار، ولماذا عندما يهزم فريق كرة القدم لا أحد يلوم اللاعبين، ولو تأهلوا لكأس العالم يفرح الجمهور، ولكن الأهم فى رأيى الآن هو أن نفكر فى أولمبياد 2012.

من المسئول الحقيقى عن فشل بكين؟
الكل مسئول، الاتحاد واللجنة الأولمبية والدولة والاهتمام الإعلامى، لأن أحيانا تأتى علينا أوقات مليئة بالمشاكل ولا نجد الاهتمام، بالإضافة إلى أن التخطيط بأكمله فى مصر خاطئ، والدليل أن كرم جابر عندما أحرز ميدالية أثينا كان يتمرن فى أمريكا ويصرف على نفسه، وعندما عاد إلى مصر فشل، فأكيد التخطيط أو التدريب فيه شىء خطأ.

أكثر الألعاب الفردية لديها مدربون أجانب، ورغم ذلك ما زالت هناك فجوة؟
المدربون الأجانب لم يغيروا النمط والمناخ الذى نعيشه والمشاكل التى نواجهها من ناحية البيئة أو التغذية أو المشاكل المحيطة بنا أو المشاكل النفسية أو مشاكل الدراسة مازالت كما هى، لكن فى أى بلد آخر يتم تهيئة الجو المناسب للنجاح.

هل الاتحاد لم يقدم الدعم المادى الكافى للاعبين؟
الدعم المادى يأتى متأخراً جداً، وأحيانا يكون على فترات ويكون بشروط، فمثلا يقال لنا: "لو لم تحققوا نتائج لا يوجد لكم دعم" فكيف نحقق إنجازاً من غير دعم.

بما تفسر إنجازكم فى أثينا؟
إنجاز أثينا كان صدفة، لأن فى تاريخ الأولمبياد مصر ظلت فترة كبيرة لم تحقق ميدالية، وفجأة مرة واحدة أحرزنا 5 ميداليات عكس الصين التى تحقق ميداليات فى كل أولمبياد.

هل ترى أن الألعاب الفردية فى مصر فى الدرجة الثانية؟
لا، بل من الدرجة الثالثة، فرياضة كرة القدم أولاً، ثم الألعاب الجماعية، ثم الفردية، وعلى الرغم من أننا نحقق إنجازاً أكثر منهم.

هل تتوقع أن تكون أولمبياد 2012 مثل بكين؟
لابد من حسن التخطيط، وأن يكون طوال الـ4 سنوات من نهاية هذا الأولمبياد، ويتم اختيار المتأهلين، كما يتم وضعهم فى برنامج إعدادى محكم حتى 2012، خصوصا أن الفرق لم يكن كبيرا فى الأولمبياد الأخيرة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة