اختلف مع زميلنا مجدى الدقاق كما تشاء فى السياسة، فهذا وارد، فهو عضو قيادى فى الحزب الحاكم، ولكن من الصعب أن تنكر أنه أعاد مجلة الهلال إلى سوق المنافسة مع مطبوعات عربية شهرية أكثر ثراء، وهو الذى لا يملك سوى جهاز كمبيوتر واحد وعدد قليل من الصحفيين ومكافآت هزيلة، ومع ذلك يصدر كل شهر كتابا ورواية ومجلة.
بل ونجح مجدى بطبيعته المحبة للناس وللبلد، أن يعيد للهلال قدرتها على الاشتباك، رغم أنها على حد تعبيره طلقة واحدة كل شهر.. فأصدر أعدادا خاصة شجاعة، منها حزب الله، والدولة الدينية، وحكام مصر.. وغيرها. واحتفى بكبار منهم محمود السعدنى ورجاء النقاش.
واستطاع أن يجذب للكتابة فى الهلال- التى كانت مهجورة- شبابا فى العشرينات يكتبون ويرسمون، بجوار مختلف الأجيال، كما استطاع استقطاب كُتاب من مختلف الاتجاهات حتى لو كانوا يعادون الحزب الذى ينتمى إليه، فهو يؤمن أننا كلنا وطنيون، مهما اختلفت الأفكار والمواقع، وهذا ما جعله يقول بشجاعة لليوم السابع منذ فترة أن دكتور سعد الدين إبراهيم رجل وطنى أخطأ عندما استعدى الخارج على بلده، أى رفض بحسم تخوينه واتهامه بالجاسوسية التى يرددها بعض المحسوبين على الحزب الوطنى، بل وبعض المحسوبين على قوى سياسية معارضة.
ولعل القارئ الكريم يتذكر الحملة الضارية التى شنها بعض الزملاء من الصحفيين والمثقفين ضده، عندما تولى رئاسة تحرير الهلال، مستندين إلى أنه سيلحق المجلة العريقة بالحزب الوطنى.. والمفارقة أن بعضا ممن هاجموا مجدى بشراسة وصلت إلى حد الشتائم، كانوا يعملون فى مؤسسات صحفية حكومية (يسمونها قومية)، ويقبضون مرتباتهم وحوافزهم من ذات الخزينة الحكومية، فى هذه المؤسسة أو تلك، ولكنه حرام على مجدى وحلال لهم.
وها قد مرت الأيام وأثبت مجدى الدقاق العضو القيادى بالحزب الحاكم، أنه كان خيرا على الهلال وإصداراتها من معارض سيئ، فليس مهما أين أنت، فالأهم هو ماذا تفعل؟
والدقاق فعل الكثير، صحيح أننى مثل غيرى نختلف كثيرا مع قناعاته السياسية، ولكن لا يمكن إنكار أنه موهوب وشاطر ومحب البلد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة