تترغرغ عيناى بالدموع عند أى حديث عن جمع التبرعات لأهالى غزة ..أهكذا نفضنا أيدينا من القضية واختصرناها فى مغزى إنسانى بحت؟.
ماذا تفعل المساعدات العينية لأسرة الطفلة التى عثروا عليها رأسا بلا جسد وسط كومة متناثرة من زبالة القصف الإسرائيلى للقطاع؟!..كيف نجرؤ على النظر فى عيون أطفالنا فى مثل عمرها، بينما لم نتدخل بأى شكل مباشر لمنع دانة الإسرائيليين من البطش برأسها الصغير النىء قبل أن يباغتها هلعها الصغير من الموت؟
الأسئلة الخبيثة تنداح رويدا رويدا، تهرول قبل أن تعصف بلا هوادة بالرأس: بأى ذنب قتلت؟ وبأى منطق لم نخف إلى انتشالها وهى محاصرة خلف المعبر قبل عملية القتل؟!
غزة، يا سادتى الأماثل ليست قضية حليب مجفف وبطانية وبضعة جنيهات ندسها فى يد جمعية إغاثة إنسانية لغسل ضمائرنا التى طالها هنا فى مصر طرطشة الدم الإسرائيلى هناك فى جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون. لقد حبسنا دموعنا طويلا انتظارا لصدور قرار من مجلس الأمن، رغم دك جسد الطفلة "لينا" وأربعين معها فى الفاخورة من الجو. وها نحن بعد القرار تكرمنا بملابسنا القديمة، وفقط من خلف تخوم الأسلاك الشائكة لمذابح الصغار الذين لم تندلع صدورهن بعد.
تحلينا بضبط ذاتى للنفس لم يطلبه أحد، وقسنا انفعالاتنا على قدر قوة التهديدات التى أطلقتها تسيبى فى عقر دارنا وجها لوجه.
اهنأوا فى أكفانكم الحريرية يا ملائكتى الصغار، لن نسمح بنشر قوات مراقبة دولية على طول خط الحدود بيننا وبين جثثكم المسجية فى حفر القطاع، لن تحول دون تواصلنا "الروحى" معكم فى السماء السابعة مئات العهود والاتفاقات الدولية المبرمة من الطرف الآخر على خط هدنة الموت.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة