بينما نحن جلوس على المقهى التكعيبى الشهير، قال صديقنا الذى يهوى الكمبيوتر: إن مشهد سقوط قتلى غزة يشبه تماما ما يحدث فى الـ «games»، وإن قادة حماس لم يدخلوا المعركة إلا ليظهروا فى قناة الجزيرة، وإنه ثبت تاريخياً أن الفلسطينيين لم يبيعوا أرضهم لليهود، بل إن عدداً كبيراً منهم قاموا بتأجيرها «قانون جديد»، وأشار إلى أنه يقول هذا ردا على الأصوات المغرضة التى تظهر فى كل اعتداء، وتلقى باللوم على الضحايا، بدلا من أن ترفع عنهم الأنقاض.
صديق آخر أشيع عنه أنه اعتنق «الحزب الوطنى» سراً، قال: دور مصر لا يقبل المزايدة، وحتى لو قبل المزايدة، فإن كراسة الشروط، لابد أن تكون مربعات وبجلاد أحمر، فرد عليه صديقنا الإخوانى: إن المواقف الوطنية ينبغى أن تكون فى كشكول سلك شائك، واعترض على اللون الأحمر لأنه زملكاوى، وطالب صاحب المقهى بالحفاظ على حقوق الأقليات، وطلب سحلب، وهدد بإرسال إيميل بكل ما حدث إلى باراك حسين أوباما.
صديقنا مدمن الكمبيوتر قال إن إيميل أوباما رئيس أمريكا الأسمر، لن يكون أفضل من إيميل لحود رئيس لبنان الأسبق، وإن العرب مطالبون بالاعتماد على أنفسهم حتى الثمالة، فرفض الإخوانى التشبيه، وقال: تقصد حتى الحثالة، فهز صديقنا الإلكترونى رأسه موافقا، فتساقطت منه ملفات وورد، وفولدرات، وعناوين مواقع رفضت الفتح، بسبب انقطاع الإنترنت، لعدم إطعام كلب البحر، المسئول عن توصيل الخدمة.
صديقنا الذى لا ينتمى لأى تيار سياسى ويفضل الصمت غالبا، قال: أقترح تغيير اسم غزة، لأن الغزة تكون غالبا بمطواة أو سكين، أما الآن فقد تطورت الأسلحة، وأخرج من جيبه ثلاثة جنيهات معدنية، وقال: أراهن على أن الحكام العرب، سيتحركون فوراً إذا تم تغيير اسم غزة سراً إلى أى اسم عبرى، فهم يفضلون الدفاع عن إسرائيل الجريحة، وليس عن غزة أو أريحا.
القهوجى كان يراقب الموقف باهتمام، فقطع الحديث وطلب من صديقنا «الوطنى» وظيفة لابنه، ومن «الإخوانى» رحلة عمرة لأمه، ومن «الكمبيوترى» برنامجا لتنزيل الطلبات للزبائن إلكترونيا، وقال لصاحب المقهى إنه يريد أن يقبض يوميته عن طريق بطاقة «ATM»، فظن صاحب المقهى أنه اسم لسلاح استراتيجى، فطرده من المقهى، واتصل بالخط الساخن لتكرر شكاوى الزبائن من نزول الطلبات باردة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة