رأيت صورة حسن نصر الله على الأرض فى مكان عام، قفز فوقها شباب لبنانيون يدوسونها بأحذيتهم وهم يضحكون. كان ذلك فى 2006 بعد أن دُك جنوب لبنان واستشهد أكثر من 1200 لبنانى.
أنقذ شاب حب استطلاعى وأرانى قداحة فى يده تعكس بالضوء صورة كبيرة للشيخ. «هلّا وصلتنى من بيروت. صنّعوها لِيمجدوه (يقصد أتباع الشيخ) وما كانوا بيعرفوا إنه هينداس بالشحّاط والسبّاط».
اقترب شاب وقال باستحياء بلكنة بين المصرية والخليجية: كفاية يا شباب، زوّدتوها. ده برضه سيد وبيكافح. تحول ضحك الشباب إلى صراخ وغضب وانهالوا على المُدافع: تعا حبيبى عَلبنان تَشوف مين اللى متَخَّنْها (مزَودها) ما انت هُون ما انك دريان بالأطفال اللى عم تتدبّح. مين اللى بيكافح؟ السيد واللا الأطفال لِصغار؟
سؤال وجيه مازال مطروحا مع أسئلة أخرى خاصةً مع كل ظهور لرسائل وتوعدات المجاهد السيد.
ألم يجمع الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله الملايين من المسلمين حوله بفكره وخطابه الدينى قبل السياسى؟ فليذكرنا الشيخ نصر الله من خلال دراساته الإسلامية العميقة التى أنهاها فى قُم الإيرانية فى أى غزوة جاهد رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته من مخبأ من خلال رسائل عملاقة كالشاشة العملاقة التى أرسل السيد رسائله وتوعداته من خلالها فى الضاحية الجنوبية لبيروت. تفاخر السيد حسن «بالثبات الإعجازى» للمقاومة فى غزة. مع كل التحية والانحناء لكل شهيد ومقاتل فلسطينى ولكن ثبات مَن الذى يقصده؟ ثبات هنية ورؤوس حماس السياسيين أم ثبات الأمهات والأطفال المرتعشين من رؤية أكفان إخوانهم الصغار؟ ألم يكن همّ الرسول الكريم ورجاله، وضع عشرة خطوط تحت كلمة رجال، حماية النساء والأطفال والشيوخ وجمعهم فى حصون قبل كل غزوة؟ متى تمدد الأطفال بجوار جثث أمهاتهم؟ متى التحم جسد شهيد بنصف جسد ابنه الشهيد؟ متى غطت الدماء جثامين الصغار الممزقة قبل أن تسيل على أجساد أمهاتهم لتمزق أفئدتهن إلى الأبد؟ متى شوهد تل أجساد لشهداء دون العاشرة من العمر؟ لا، لم يكن دم الأطفال والنساء رخيصاٌ عند رجال الصحابة فى قتالهم لنصرِ الله الحقيقى كما كان فى جنوب لبنان وكما هو رخيص اليوم فى غزة من أجل النصر بالمفهوم الجديد. هل هو تحرير القدس أو دخول تل أبيب أو حتى قتل المئات فى صفوف العدو؟ لا. النصر هو البقاء.. فقط البقاء حتى وإن مات الأطفال. فلتموتوا يا أطفال غزة وأطفال مصر كما يريد السيد حسن، من أجل بقاء الكبار، حتى يكون لحماس اليد العليا فى التفاعلات الفلسطينية ولإيران دور تفرح به فى المنطقة وليسأل مَن هدد وتوعد عبر الشاشة العملاقة نفسه، «مَن الذى يتواطأعلى غزة وأهلها ومَن الذى يشارك فى دمائها؟».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة