أمل فوزى

تليفون منال

الخميس، 15 يناير 2009 11:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يأتينى صوتها متحمساً، بعد إلقاء التحية بشكل خاطف غير مبالغ فى السلامات والتحيات، وفى جمل متلاحقة مرتبة مزودة بالمعلومات، التى تغنيك عن أى استفسار أو سؤال قد يزيد المكالمة طولاً.

«أمل، إحنا عندنا بنت 3 سنين، فصيلة دمها A سالب، ح تعمل عملية قلب مفتوح بكره الصبح فى أبو الريش، أنا رايحة دلوقتى أتبرع، لو تعرفى أى حد مهتم، ياريت تساعدينا، البنت اسمها همسة وائل، فى الدور الأول بالمستشفى، حابعت لك نمرة أبوها sms علشان إللى عاوز يكلمه على طول توفيراً للوقت».

وغالباًً تنهى منال مكالمتها قائلة: «خلينا نتقابل، انت واحشانى أوى».. أصدقها تماماً، وأعرف أنها بالفعل صادقة فى نية لقائها بى، وفى المكالمة التالية، التى قد تبعد عن المكالمة السابقة ربما أسبوع أو ثلاثة أو شهر، يأتينى صوتها فى المرة التالية أكثر حماساً، ممتزجاً بفرحة: «أمل، أنا بعت لك إيميل دعوة لرحلة نيلية، وصلك ؟ قبل أن أكون قد كشفت عن رسائلى، تكون منال قد أرسلت الدعوة، وها هى تؤكدها تليفونياً»: كل الناس اللى شاركوا فى المشروع، ح اجمعهم فى رحلة نيلية، أنا شايفة إنها فرصة رائعة إن الناس إللى ساهمت فى مشروع واحد، يتجمعوا ويشوفوا بعض، ما إحنا لازم نحاول نجمع بعض أكتر، ما نكونش متفرقين، «ومنها كمان طريقة أقول بيها ميرسى، للناس اللى ساعدتنا فى المشروع».

بمجهود كبير أبذله، أحاول أن أتذكر ما هو المشروع الذى تتحدث عنه منال، لكننى فشلت، سألتها وأنا أتوقع ربما غضبها أو استنكارها أو على الأقل سخريتها منى، لعدم الاهتمام والتذكر، فإذا بها بنفس الأداء والاسترسال المرحب تجيب: «مشروع إعالة الأسر من أجل تعليم أطفالهم»، اللى أديت فيه محاضرات توعية للأمهات فى الزاوية وشبرا الخيمة... كان قد مر على هذه المحاضرات أكثر من عام، منال وحدها هى التى تتذكر.

أغلقت التليفون وأنا أفكر، ربما أحاول أتذكر متى تحدثت منال بضمير «أنا»، وجدتها مرات نادرة، كانت تحكى فيها منال عن مشكلة شخصية أو موقف يخصها، ماعدا هذا، لم أتذكر إلا صوتها وهى تقول: «عاوزين»، «إحنا»، مشروعنا، «الناس معانا»، «الولاد بتوعنا».

منال التى أتحدث عنها، إخصائية نفسية فى الأساس، وأشياء كثيرة ومسميات وظيفية فى كثير من الجمعيات الأهلية، أكاد لا أذكر واحدة منها، رغم أنها صديقة مقربة لقلبى وعقلى.
قبل إنهاء المقال، خطر لى أن أستأذنها بالكتابة عنها، جاءنى صوتها بمعلومات عن قصة جديدة «كالعادة»، تحكى وأنا أتأكد من دقة وصفى وعدم مبالغتى فى أى كلمة، قلت لها: منال.. «أنا عاوزة أكتب عنك »، فقالت بسرعة خاطفة: «ياريت، ده الأهرام كتب عن مشروعنا بتاع جمعيات محدودى الدخل، أنا ح أبعت لك معلومات تنشريها علشان لو حد من الشباب عاوز يتطوع».

استوقفتها مقاطعة : منال...ح اكتب عنك أنت، مش عن المشروع. وكأننى قلت لها نكتة سخيفة، هكذا أكدت لى ضحكتها العابرة، ثم استكمالها المباشر للكلام، هى بالفعل لم يخطر ببالها جدية ما أقوله، مررت جملتى الاعتراضية قائلة : ح أفرحك أوى: «فاكرة الست إللى بيتها كله اتحرق، خفت، وخرجت من المستشفى..وبنحاول نشغلها، الحمد لله».





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة