عصام زكريا

قنوات الرعب

الخميس، 15 يناير 2009 11:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدعوى التى ينوى المخرج خالد يوسف رفعها ضد قناة art، بسبب حذفها مشاهد من فيلم «حين ميسرة»، كان الأولى بها التليفزيون المصرى، الذى له فضل الريادة فى تمزيق الأفلام الأجنبية والمصرية من خلال رقباء خصوصى، لا يعترفون حتى بالرقابة الرسمية للدولة... وهو الشئ الوحيد على ما يبدو، الذى تعلمته التليفزيونات العربية من التليفزيون المصري!

عشرات المحطات الفضائية العربية متخصصة فى الأفلام بأنواعها، المصرى والأجنبي، الأكشن والكوميدى، الحديث والقديم، وكلها تتفق فى صفة واحدة هى تشويه أى فيلم يتم عرضه من خلال هذه القنوات. وما يدهشنى، ليس ما تحذفه مقصات الرقباء المهووسين بالجنس والجسد العارى، ولكن ما يسمحون به. لا يعترف المشرفون على القنوات التليفزيونية أن هناك أشياء غير القبلات والمايوهات لا تناسب الأطفال، مثل مشاهد الرعب والعنف والألفاظ النابية، أو حتى بعض الأفكار والموضوعات التى لا تستطيع عقولهم أن تستوعبها. أسمع من يهاجمون، باسم الأطفال، أفلام التحريك الهوليوودية المخصصة للأطفال، ومجلة «ميكي»، والدمية «باربي»، ولكن لم أسمع أحدا ينتقد عرض أفلام مثل «المرأة والساطور» أو «بستان الدم» أو «السفارة فى العمارة»، بدون تحذيريسبق عرضها، يشير إلى أنها لا تصلح للأطفال تحت عشر أو ثلاثة عشر عاما. والقنوات التى لا تكاد تترك فيلما يمر من تحت يدها بدون حذف، تسمح بعرض أفلام رعب مثل «المنشار» بأجزائه، و«الدائرة» بأجزائه دون تنويه بأن هذه الأفلام غير مسموح بمشاهدتها فى أمريكا لمن تقل أعمارهم عن 15 عاما.

لدى الإعلام العربى ولع بصور الموتى والمذبوحين، وليس الأمرفقط أنهم يريدون إظهار بشاعة اسرائيل، وإلا ما كانوا نشروا صورة جثة السادات أو سوزان تميم، أو ضحايا حوادث القطارات والسيارات.

الفكرة أن الدنيا يمكن أن تقوم على القناة أو الصحيفة التى تنشر صورة جسد امرأة حية، ولكن التوزيع سيتضاعف إذا نشرت صورة جسد مزقته السكاكين، أو عشرات الأجساد العرايا الذين ضربتهم الصواريخ.

بالمناسبة أنا لا أعترض على عرض أى شىء مهما كان، وصور ضحايا الحرب مهمة بالتأكيد، ولكننى أعترض على تدمير نفوس أطفالنا بأفلام لا تناسبهم، وعلى مخالفة كل قوانين وأصول الرقابة، إلا فيما يتعلق بجسد المرأة العارى، حتى لو كانت لوحة فنية راقية أو مشهدا فى فيلم سينمائى بديع.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة