أمل فوزى

لازم يموتوا علشان البلد تنضف!

الخميس، 22 يناير 2009 11:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذهبت لعرض فيلمى التسجيلى« ولاد الكبش» فى ساقية الصاوى ذلك الفيلم الذى صورته بعد كارثة حريق قلعة الكبش فى مارس قبل الماضى، وتشريد مئات الأسر وآلاف البشر، والذين لم يحصلوا على مأوى كما وعدت الحكومة فى مانشيتات صحفها القومية، وحتى فترة غير بعيدة، لم يكن كثيرون من أهالى قلعة الكبش قد حصلوا على وحدات سكنية بديلة حتى وإن كانت فى المنفى السكنى (مساكن النهضة) بصحراء القاهرة الجديدة.

ما علينا ليست هذه المشكلة أعود إليكم وإلى عرض الفيلم فى ساقية الصاوى قابلنى أحد الشباب، والذى يبدو عليه علامات الكفاح مثله مثل ملايين شباب بلدى- وعرفت بعد دردشة قصيرة دامت بيننا، أنه من سكان إمبابة وقتها تأكد يقينى أنه من الكادحين المحاولين التغلب على الغلب نفسه، ببعض من تثقيف الذات الحب على طريقته أحيانا أو التنظير أحيانا أخرى، وهذا بالضبط مافعله معى، حيث دار بيننا حوار حول الفيلم والعشوائيات، وكارثة الحريق، والفقر، وما تنتجه هذه العشوائيات والحقيقة أننى فوجئت بل صدمت بأن هذا الشاب المكدوح فى معركة التعايش، الحد الأدنى من التعايش فى هذا البلد الأمين، قال لى: «والله الحريقة دى جت مصلحة علشان نقضى على البلطجية اللى ماليين العشوائيات دى.. ياريت حريقة زيها تنظف لنا إمبابة»! (ناس عايشين فى عشش وبيوت خشب ومن غير مرافق منتظره منهم إيه غير البلطجة والانفلات)! - الناس دول لازم يتمحوا علشان البلد تنضف!

فى كل مرة أحاول أن أعبر فيها عن ذهولى من الكلام - محاولة إقناعه بفكرة الحق - حق الجميع فى الحياة الكريمة أولا، لا أن يكون الحل إبادتهم، واستكملت حديثى معه، وأنا أقول له يا راجل حرام عليك دى الدراسات بتقول إن بعد كام سنة، هيكون 70% من سكان مصر عايشين فى العشوائيات يعنى إنت يمكن تكون واحد من الناس دول إللى أنت بتطالب بإبادتهم! إلا أنه كان يقاطعنى مؤكدا رأيه فى جيرانه العشوائيين، بجملة معناها (ما إحنا لو عاوزين ننضف البلد، لازم يكون الأساس صح)! - العجيب أن ما يقوله واحد من أهالى الأحياء الشعبية إن لم يكن هو نفسه من سكان العشوائيات، هو نفسه رأى كثيرين من أصحاب المصالح والبيزنس والسياسة، الذين يريدون وطنا (تفصيل ) بحيث يكون شعبه (هاى كلاس، فايف ستارز.. وليس شعبا أغلبه بيئة.. ياى!).

والعجيب أن هذا المنطق القاسى، يعيه ويعرفه أهالى العشوائيات أنفسهم، وكثيرون غيرهم من مواطنى هذا البلد الأليم، فلا أنسى صرخات أحد سكان الكبش أثناء التصوير هناك، قائلا (هم عاوزين يموتونا بالبطىء)! - كان يقصد الحكومة والمنتفعين وأصحاب الملايين والبيزنس، لكنه للأسف لم يكن يعلم أن هناك مواطنين (جيرانهم) - مثلهم يعيشون فى التهلكة الكبرى (يريدون أن يميتوهم أيضا ولكن بالسريع).





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة