أمنية صغيرة لرجل ألمانى استطاعت تحقيق أحلام الكثير من المعاقين الأجانب فى زيارة مصر، حيث كان كثيرا ما يراوده حلم زيارة العديد من المناطق الأثرية والسياحية المصرية، وكانت إعاقته تقف كحاجز أمام تحقيق ذلك الحلم، حيث كان يحتاج للعديد من التجهيزات التى تمكنه من السفر والاستمتاع بالرحلة.
لاقت الفكرة استحسانا من شريف الهندى الذى يعمل فى السياحة منذ الثامنة عشر من عمره ليؤسس مع صديقه مارتن جاب الله فى عام 1999 شركة سياحة متخصصة فى سياحة المعاقين ويطلقان عليها Egypt For All أو مصر للجميع حتى المعاقين.
يضع شريف أمام شركته هدف استقدام 1% فقط من 39 مليون هو عدد المعاقين فى أوروبا،
ورغم المجهود الذى يبذل خلال أية رحلة سياحية، إلا أن إدخال البهجة والسعادة على قلب السائح المعاق هو هدفهم من هذا المشروع فقد اختاروا أن يكون لمشروعهم طابع إنسانى، وإن كان
ذلك لا ينفى العائد المادى المجزى الذى يحصلون عليه، حيث تزيد تكلفة الرحلة بنسبة 30% عن أية رحلة سياحية لغير المعاقين.
بمجرد نزول السائح إلى مطار القاهرة، يبدأون عملهم حيث يرافق كل سائح مساعد يقدم له كافة التسهيلات لينعم برحلة ممتعة وينفذ بعض أحلامه التى يصعب عليه تحقيقها كمعاق، من صعود جبل موسى مرورا بتجربة الغوص فى البحر الأحمر وزيارة كل المناطق الأثرية كل ذلك قابل للتحقيق على أرض الواقع.
تخصصهم فى سياحة المعاقين جعلهم يستوردون بعض الأجهزة التى تسهل حركة المعاق، ولم يكتفوا باستيراد الأجهزة بل أضافوا عليها وطوروها، فتمكن مارتن الذى يعمل مهندس ميكانيكا أن يضيف بعض الأجزاء إلى الكراسى المتحركة مع رفع العجل بطريقة معينة، ليتمكن السائح من صعود بعض المناطق الجبلية مثل جبل موسى.
أما تجربة الغوص أو السباحة فكانت تواجهها الكثير من الصعوبات خاصة فى مرحلة صعود السائح المعاق إلى الباخرة، فاشتروا كرسى متحركا مخصصا لنزول المياه، حيث تصنع معظم أجزائه من البلاستيك، ويربط بأحبال ليسهل صعود المعاق إلى الباخرة كما يستعينوا بمدرب متخصص فى تدريب المعاقين على الغوص.
يواجه رواد سياحة المعاقين أيضا بعض الصعوبات فى الصعود على أرصفة الشوارع مع عدم تخصيص أماكن للمعاقين، بالإضافة إلى قلة الحجرات الفندقية المجهزة والتى تتركز فى الفنادق ذات الخمس نجوم.
أما الحمامات فتمثل أكبر مشكلة بالنسبة لهم، فلا توجد حمامات مخصصة للمعاقين إلا فى المطارات فقط أما الحمامات الموجودة فى المناطق الأثرية، فحالاتها سيئة سواء للمعاقين أو غير المعاقين.
كما يعانون فى بعض الحالات من تعنت الضباط القائمين على المناطق الأثرية، حيث يرفضون دخول العربات إلى داخل المكان حتى ينزل السائحين المعاقين فى أقرب مكان.
ويستعين مارتن وشريف بفريق من المساعدين المصريين والمساعدات الألمانيات، حيث يجدا صعوبة فى إيجاد مصريات يقبلن العمل فى هذا المجال لكثرة الفترات التى يقضونها فى السفر.
تحرص الشركة على أن يتمتع فريق العمل بالصبر والصدر الرحب، حيث يحتاج السائح المعاق إلى معاملة خاصة.
يقبل على فكرة شريف ومارتن عدد من السائحين الذين ينتمون إلى غرب وأوربا، خاصة أسبانيا وهولندا وألمانيا، فى حين يصعب تطبيقها فى السياحة الداخلية لتخدم المعاقين المصريين، فهى مكلفة جدا ولا يستطيع دفع تكاليفها إلا فئة معينة من المجتمع المصرى فى الأغلب ليسوا من المعاقين.
سياحة المعاقين فكرة إنسانية من الطراز الأول