إبراهيم ربيع

جرأة جوزيه الفجة

الجمعة، 30 يناير 2009 01:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست القضية فى أن حديث مانويل جوزيه تسرب من قناة الأهلى إلى جريدة الفرسان.. لأن معظم الموضوعات الشائكة المتضمنة لأسرار أو مواقف تصادمية هى فى حقيقة الأمر تسريبات لقضايا ممنوعة من النشر فى جهاتها الرسمية.

وإنما القضية هى فى جرأة جوزيه تجاه إدارة النادى التى وفرت له كل شىء وحققت له كل أحلامه ولو بإشارة منه.. لم تكن الجرأة فى اتهاماته للإدارة بإهمال مساعدة الفريق وجهازه الفنى وهو محجوز فى الإسماعيلية حتى منتصف الليل ووضع جوزيه فى سيارة نقل «محجوزين» الأشبه بالزنزانة.. فهو ربما يكون على حق ولم يتجاوز فى الشكوى حتى لو جاءت مُتأخرة عن الحدث.. وإنما الجرأة تظهر صريحة وفجة ومهينة بالمقارنة التى عقدها بين الإدارة الحالية وإدارة سابقة كان يرأسها الراحل صالح سليم.. ولا يخفى على جوزيه أن هناك حساسية خاصة تجاه الحديث عن شخصية وكاريزما المايسترو وأنه بالإشارة أو التلميح إليها إنما يكون قد قرر إهانة المجلس الحالى ورئيسه الكابتن حسن حمدى.

وإذا كان جوزيه يقصد الإهانة سواء مدفوعًا بغضب شديد أو بنية مبيتة للصدام لأهداف يقصدها.. فإنه لم يكن موضوعيًا ولا منطقيًا وهو يعقد المقارنة أو وهو يتعمد الإهانة.. لأن مجلس الإدارة الحالى متهم فى الأصل باستعراض القوة إلى درجة المبالغة أحيانًا.. بل وعلى عكس عهود سابقة أحاطت بالإدارة اتهامات مباشرة بالأنانية المفرطة لخدمة الأهلى على حساب الرياضة المصرية ومحاولات الانفراد بكل المزايا فى قضايا عديدة أقربها البث الفضائى وتجريد الأندية من المنافسة من عناصر قوتها وانتزاع النجوم منها.. والدليل أن مظاهر ومضمون هذه القوة أدى إلى حجم إنجازات وألقاب لم يعهدها النادى فى كل مراحل تاريخه.. وعندما كان يخسر الأهلى قضية كانت الأسباب تخصه وحده ولا تخص أى جهات أخرى فى مصر دخلت معه فى منافسة أى أنه وحده الذى يقرر الخطأ والصواب بل وكان مُفرطًا فى التعنت وفرض الرأى فى إذاعة مبارياته أو حجبها وكان منتصرًا فى كل معاركه مع اتحاد الكرة، ولم يدخل معركة مع الزمالك إلا وكسبها ولم يلمح بشىء للمجلس القومى إلا وكان تلميحه محل اهتمام.ولولاه لما سارت أزمة البث الفضائى فى مساراتها الحالية.

من أين إذن جاء جوزيه بهذه المبالغة الفجة فى اتهام الإدارة بالضعف إلا إذا حاول أن يكون ملكيًا أكثر من الملك متأثرًا بالتطور المذهل فى تحول التعصب الجماهيرى إلى تطرف وعنف عملى على أرض الميدان حتى أنه تصور مثلاً أن يعلن الأهلى الحرب على الإسماعيلية ويرسل قوات الاحتياط لمساندة كتيبة الألتراس التى شنت هجومًا مُفاجئًا بالصواريخ على معقل الدراويش.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة