قرار الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة بحظر الاحتفاظ بكميات كبيرة داخل المستشفيات العامة، وقصرها على بنوك الدم بالمراكز الرئيسية بكل محافظة، أدى إلى وفاة (إيمان محمود عبد الستار) يوم 13 يناير الجارى إثر عملية ولادة قيصرية بمستشفى ديروط العام بمحافظة أسيوط، بعد تعرضها لنزيف حاد نتيجة قطع ثلاثة شرايين أثناء العملية، ولم يكن بالمستشفى إلا كيس دم واحد، باعتراف الطبيب الذى قام بالعملية دكتور عادل توفيق وصدق عليه دكتور رمضان أحمد مدير المستشفى.
قرار الوزير ليس المتهم الأول فى الوفاة، فالإهمال الذى تعرضت له إيمان والذى بدأ كما يشير البلاغ المقدم إلى نقابة الأطباء، عندما تسبب أحد الأطباء فى قطع الشرايين ومع زيادة النزيف وعدم وجود الدم الكافى، استدعى رئيس القسم واستشاريا للسيطرة عليه، لكنهما لم ينجحا، وقررا تحويلها إلى المستشفى الجامعى، الذى يبعد حوالى 62 كيلو مترا، برفقة طبيب امتياز وليس الطبيب المعالج، مما أحدث حالة سيولة فى الدم وتسمما، وهو ما سبب غيبوبة للمريضة قبل وصولها إلى المستشفى الجامعى، وظلت محاولة إفاقتها لأكثر من ثلاث ساعات، وبعدها دخلت حجرة العمليات. الأطباء اكتشفوا المصيبة الأكبر وهى أن الأطباء فى مستشفى ديروط أغلقوا العملية رغم استمرار النزيف، وحاولوا لأكثر من 18 ساعة علاج الإهمال والأخطاء، لكنهم فشلوا وتوفيت المريضة.
الغريب أنه بمواجهة دكتور أحمد عبد المنعم وكيل أول وزارة الصحة بأسيوط كذب مبررات الطبيب المعالج ومدير المستشفى، وأكد أن كل مستشفى لديه ما يكفيه من الدم ولا توجد مشكلة. وشدد على أن أى مطالب لمديرى المستشفيات من الوزارة يتم توفيرها فورا، قائلاً: «الدم بالزيادة والأدوية بالزيادة وأى كلام غير كده كلام فاضى، والله لا يوجد لدينا مشكلة فى الإمكانيات، والميزانيات مفتوحة، ولو حدثت وفاة تكون خطأ بشريا».
هذا التناقض مع مبررات مدير المستشفى الذى أرجع الأزمة إلى نقص الدم وبعض المستلزمات كان سببا فى تقديم أهل الضحية شكوى لوزارة الصحة، تمهيدا لتقديم بلاغ للنيابة العامة للتعرف على أسباب الوفاة، فهناك خمسة من أساتذة الجامعة بالمستشفى الجامعى أكدوا أن أطباء مستشفى ديروط ارتكبوا أخطاء تصل إلى حد العقاب الإدارى والنقابى، وأن مستشفيات الوزارة فى حيرة بين تطبيق قرار الوزير وبين إسعاف المواطنين خاصة الطوارئ والعمليات الحرجة فى ظل نقص الدم.
◄المفزع فى رد فعل وكيل أول وزارة الصحة أنه حتى لم يهتم بأن يحقق فى المصيبة، واكتفى بالدفاع الأعمى عن وزارته، وهذا منهج لابد أن نحمله لوزير الصحة حاتم الجبلى، فهو المسئول عن أداء كل العاملين تحت رئاسته، بل والمسئول عن أى إهمال من أى نوع، لأن هذا لعب بأرواح الناس، كما أننا نظن أنه بحاجة لأن يراجع قراره الغريب بعدم توفير كميات معقولة من الدماء، فهذه أرواح بشر يا سيادة الوزير.
قرار «الجبلى» بحظر الاحتفاظ بالدم فى المستشفيات العامة يتسبب فى قتل سيدة بديروط
الجمعة، 30 يناير 2009 01:34 ص
حاتم الجبلى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة