مدحت قلادة

الهجوم على قداسة البابا أصبح وسيلة للشهرة ومحاولة للنيل من تسامحه وحبه لمصر

الخميس، 08 يناير 2009 10:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خرجت صحيفة «اليوم السابع»، للنور فتفاءلت ببزوغ شمسها، معتقداً أنها سوف تعيد للكلمة قوتها، وللصحافة شرفها.. لذا كتبت مقالا بعنوان «سطوع شمس جديدة»، لإحساسى الجم تجاه المولود الجديد بالتفاؤل «اليوم السابع»، وعندما رأيت الإعلان عن الجريدة بالتلفاز، أعجبت تماماً بتلك الفكرة المفرحة المعبرة «اليوم السابع كلام يجيب البلد لقدام»، ولكن الصدمة باتت كبيرة لكونها تُصنف الآن كجريدة طائفية وإليكم الأسباب، والتى تأتى فى الملف الذى أعدته الجريدة عن الأقباط:

أولا: اندهشت من موضوع «مدارس الأحد بوابة الكنيسة لزرع بذور التعصب»، ليس فقط، من التغيير الأيديولوجى لكاتبته أميرة عبدالسلام، بل أيضاً من العنوان الأصفر الصارخ، والبعيد عن الواقع، والحقيقة لأننى تشرفت بالخدمة فى الكنيسة على ما يقرب من العشرين عاماً، كخادم فى مدارس الأحد، وأعرف تعاليمها لكل المراحل من الطفولة للشباب، فهى تعمق ثقافة حب الآخر، والتسامح، كما أنها تؤيد البعد عن التعصب والكراهية.

ثانيا: قامت الجريدة بالهجوم على الشرفاء من أقباط المهجر، المهتمين بمصر ومستقبلها، والذين ليس لهم انتماء إلا لمصر، وثقافتهم النيلية المسالمة، فقد حملوا مع هجرتهم حب مصر داخل قلوبهم، وأصبح شغلهم الشاغل هو النهوض بها وإقامتها من كبوتها الحالية، وغسل ثوبها من وصم التطرف والتعصب البغيض.

ثالثا: الهجوم على رموز الكنيسة من بعض الكُتَّاب أصبح وسيلة فعالة للشهرة، فأضحى الهجوم على قداسة البابا فى أعرافهم عملاً وطنياً، ومحاولة النيل من تسامحه وحبه لمصر عملا شريفاً!! وانطبق عليهم قول كارنيجى «الناس ذوو النفوس الدنيئة تجد اللذة فى انتقاد العظماء».

رابعا: جميع مقالات الكُتَّاب خلال العددين السابقين، كانت قلبا للحقائق ليصبح الجانى مجنيا عليه، والعكس صحيح، والهجوم على رجال الأعمال الأقباط للنيل من نجاحهم فى أعمالهم الخاصة، بعد حرمان مصر من كفاءاتهم الذهنية، وحرمانهم من الوظائف القيادية بمصر نتيجة للتطرف والتعصب السائد فى مصر.

خامسا: تأليب الدولة ونظراً للنقص الشديد لدى الأقباط فى الهموم والآلام!! فتجد جميع المقالات تصب فى خانة تأليب الدولة على الأقباط، بجعل حكمة قداسة البابا، وصمته عن الظلم والاضطهاد فى محاولة جادة لإخماد نيران الفتنة الطائفية، وتحويل رؤيته بالتجائه لله فى الصلاة، ما هو إلا إشارة للمتطرفين الأقباط للاستمرار فى ثورتهم؟!!.

واليوم المطلوب من قداسته إزاء الاضطهادات المستمرة المتزايدة، عدم اللجوء للصلاة لحل مشاكل أبنائه، وسط بيئة طاردة للآخر، مستحلة شرفه ودمه وعرضه وماله.

وتحليلى يذهب إلى أن ما قمتم به رغبة فى الانتشار، وزيادة التوزيع والمبيعات، فملف الأقباط ملف محورى وساخن لغالبية صحف المحروسة، وبما أن الأقباط هم (الحيطة المايلة) ،فبالطبع لابد أن يقع عليهم كل اللوم والمسئولية، وهو وسيلة جيدة للوصول للغاية النزيهة النبيلة، وهى زيادة مبيعات الصحف.

ثانياً: الرغبة فى مواكبة العصر، فالهجوم على الأقباط والنيل منهم الشغل الشاغل للإسلاميين وجماعات التطرف، والتنكيل بهم هو هواية الكثيرين فأمسى تعبير «اللى مش لاقى حاجة تشغله يجيب قبطى ويسحله«، شعار رجال الأمن والمتطرفين معاً.

ثالثاً: المحاولات الخاطئة لعمل التوازنات السياسية بالقاهرة، بالهجوم على الإسلاميين والمتطرفين «جماعات الإسلام السياسى»، بالإضافة للهجوم على الأقباط المسالمين، وهومفهوم خاطئ لعمل توازن خاطئ بالتبعية، بين قوى متجبر مسلّح، وبين رجل بسيط مسالم، يريد العيش بكرامة فى وطنه، كما تفعل الدولة الهجوم على الأقباط لعمل توازن مع الهجوم على الإخوان، وجماعات الجهاد الإسلامى المتطرفة.

أخيراً ومما لا شك فيه، أن الهجوم على الأقباط بالعناوين الساخنة والمقالات المغرضة خلال الفترة الأخيرة، ساعد فى انتشار الصحيفة وزيادة مبيعاتها زيادة كبيرة، ولكن بلا شك، فقدان الجريدة الحيادية فى معالجة قضايا الأقباط، يبعدها عن الحقائق ونهجها غير الوطنى بهذا الأسلوب المتطرف، وصبغ الجريدة بلون جديد وهو الأصفر، ونيل الكثير من الكُتَّاب ألقابا مثل جمال أسعد وصموئيل سويحة.

والآن كلمتى للكُتَّاب الأقباط فى اليوم السابع: «ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه»!! أما الصحيفة نفسها فأقول لها: «كلماتى تلك من منطق صديقك من صدَقك لا من صدّقك».

لمعلوماتك...
211عدد قضايا العائدين للمسيحية أمام محكمة القضاء الإدارى









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة