شباب الأغنية.. وشباب المغنى

الجمهور العريض الذى يعد بعشرات الألوف من الذين يحضرون حفلات محمد منير، وبمئات الألوف من الذين يستمعون لتسجيلاته.. هذا الجمهور ما الذى يعرفه عن محمد منير؟
والطريق الذى قطعه محمد منير ليصل إلى هذا الجمهور بدأ فى السبعينيات منذ أكثر من ثلاثين سنة، فمحمد منير فى الرابعة والخمسين من عمره، لكنه لايزال قادراً على إرضاء جمهوره الذى يتألق معظمه من الشباب، لأن شباب المطرب لا يعود إلى سنه، لكنه يعود أولاً إلى فنه، أغنية محمد منير شابة إذن هو شاب!

ما الذى يتميز به محمد منير؟
أنه أولاً صوت مصرى مائة فى المائة، لكنه مع هذا يتميز بلون خاص وشخصية مستقلة وفى الوقت الذى تعتمد فيه أصوات أخرى على نجاح الصدفة، وضربات الحظ، والدعاية المكثفة يعتمد محمد منير أولاً على موهبته التى يعرف حدودها هو من حيث النشأة نوبى أسوانى معجون بالتقاليد، يتشبث بانتمائه، ويحفظ تراثه، ولكنه يقدم لنا دائماً ألحاناً جديدة بكلمات جديدة تنسب إلى أصحابها ولا تعتبر أغانى فلكلورية، وهذا لا يمنعه أحياناً من تقديم الألحان الشعبية بأدائه الخاص، لكنه اشتهر أولاً بالأغانى التى كتبها له شعراء معروفون ولحنها ملحنون معروفون.

والغناء النوبى يتميز من الناحية الفنية بأنه جزء من الغناء الإفريقى أو السودانى فهو يقوم على السلم الخماسى:
دو - رى - مى - صول - لا
ويتميز من الناحية الوظيفية بأنه غناء شعبى يؤدى أثناء العمل، أو فى المناسبات الاجتماعية والأعياد الدينية المختلفة، وقد نشأ محمد منير فى «الدر» فى محافظة أسوان، وعاش طفولته فى النوبة التقليدية قبل بناء السد العالى، فقد ولد 1954 وتأثر طبعاً بالأغانى والألحان النوبية، لكنه انتقل إلى القاهرة ليواصل دراسته، ويدخل كلية الفنون التطبيقية ويتخرج فيها عام 1978، بعد أن تخصص فى التصوير السينمائى، وكان المطرب النوبى المعروف محمد حمام قد سبقه إلى الدراسة فى كلية الفنون كما سبقه إلى احتراف الغناء، وهكذا يعتبر محمد منير ثانى مطرب نوبى يتجاوز حدود النوبة، ويحقق الشهرة على مستوى الوطن كله، وهو يعد الآن من أفضل الأصوات التى يستمع إليها المصريون.