أمل فوزى

لو سرقونا.. يبقى معهم حق!!

الخميس، 08 يناير 2009 10:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما إن جلست أو تحاورت مع أحد إلا وتحدث فى السياسة على اعتبار ووصف أن ما يحدث فى بلادنا من مصائب وكوارث يومية من فقر وفساد وسرقات و قهر.. إلخ هى أمور الدردشة المشتركة فى أى اجتماع ترفيهيا كان أم جادا.

لم أعد أتعجب من تلك الأحاديث المتكررة التى عادة ما تتحول إلى حواديت يرويها كل شخص وفق خبراته أو موقفه من الحياة.، كانت آخر تلك الأحاديث هى شائعة.. وأكررها للتأكيد ولضمان عدم تعرضى للأذى أو للسجن.. إنها شائعة.

يتضمن الخبر أن كل من يمتلك أشياء ثمينة فى منزله عليه ببيعها خلال ستة أشهر، ولا أعلم لماذا بالضبط ستة أشهر!! - والاكتفاء بأن يكون المنزل متواضعاً لا يتوافر فيه سوى الحد الأدنى من مظاهر المعيشة، وعلى كل فرد يمتلك مدخرات مالية أن يجمعها ويحولها فى حسابات خارج مصر!!!.

تفسير أسباب الشائعة هى أن هناك ثورة جياع ستندلع قريبا، وستشن الهجمات من الفقراء والمحرومين والغاضبين والمقهورين والمظلومين.. سيتجمعون فى وحدة ثائرة للهجوم على المنازل المنتمية لطبقة مرتفعة نوعا ما ويأتون عليها ويسرقون وينهبون!!!.

كان مصدر انزعاجى ليست الشائعة ذاتها، اقتناعا منى بأن كل شىء فى بلادنا وارد الحدوث، وأننا جميعا لا نملك المعلومات الحقيقية التى تؤكد أو تنفى ما يتردد، رغم سخرية ما يتردد فى بلادنا على أنها بلد المطار السرى، وهو نفسه الأمر الأكثر إزعاجا بالنسبة لى.. إننا وبكل أسف لم نعد نندهش، وأصبح حجم توقعاتنا للمصائب لا حدود له.. وكأن هناك استسلاما حقيقيا بأن ما يحدث سيحدث سواء أدركناه أو لم ندركه! اندهشنا له أو لم نندهش! وكأن هناك شعورا عاما أصابنا بأنه لا أحد يعرف الحقيقة سواهم، هم من يحركوننا كما يحركون خيوط عرائس الماريونيت.

ربما يكون الجزء الإيجابى (المزعج) فى هذه الرواية هو ذلك التضامن والاتحاد الاجتماعى الذى جعل بعض الحاضرين فى تلك الواقعة، والذين ينتمون إلى فئة من ستتعرض بيوتهم للسلب والنهب أعلنوا: «والله لو عملوا كده يبقى معاهم حق»!!

السؤال الذى يستحق الطرح.. هل ننتظر من المسئولين يوما ما، إذا تراءت إلى مسامعهم تلك الشائعة، أو لعلنا نسميها تـلك المخاوف أو التوقعات، أن يعلمونا نحن (عرائس أو أشباح الماريونيت فى هذا البلد) بالحقيقة.

السؤال الأكثر رعبا وإزعاجا... هل نصدقهم؟!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة