مونديال الشباب كعكة نتمنى أن تلتهمها الكرة المصرية كاملة ولا تكتفى بأكل ربعها أو نصفها أو تبقى فتفوتة منها.. هذا هو شعور المواطن العادى سواء كانت له علاقة بكرة القدم أو لم يفكر فى يوم ما فى إقامة أى علاقة معها من أى نوع لأنه فى النهاية ينظر إلى أى حدث عام طبيعته تنافسية مع الآخرين على أنه مهمة وطنية.
هذا يختلف طبعا عن المواطن المصرى الذى خدمته الظروف والأجواء بخيرها وشرها فى أن يكون جالسا مستقرا مرفها على مقعد قيادى فى مؤسسة رياضية لها علاقة شديدة الخصوصية بالمونديال.. ومبدئيا لا يوجد مسئول رياضى يعيش فى حالة تجرد كامل فى عواطفه تجاه الوطن لأنه يخاف مما لا يخاف عليه المواطن العادى.. يخاف على منصبه وينظر إلى منصب أعلى بينما المواطن العادى تقتصر حياته على علاقة عاطفية تسعده فى منزله أو وطنه وإنجاز وجباته الغذائية اليومية دون إفلات أى منها حتى لو كانت العيش والجبنة أو العيش «المبلول» فى الشاى.
المواطنون الذين انتقلوا من صخب الدورى إلى صخب المونديال.. سوف يلتفون جميعا حول كعكة المونديال لكن لن يأكلوا منها مثلما حالهم دائما مع كل كعكة لكل بطولة يصنعها ويطبخها ناس معروفون ثم يأكلونها.. صحيح العالم كله يصنع بطولات ويستفيد منها أناس محددون ولا يستمتع الجمهور إلا بالشعور بالفخر بالنجاح.. لكن هناك فارقا كبيرا بين شعوبنا وشعوبهم وطمع الطباخين عندنا وعندهم.. هناك فارق كبير فى النوايا والمطامع.. والأهم هناك الفارق الأوسع بين جوعى وشبعانين.
المهم أريد أن أصل من هذا التحليل «المفجوع» إلى أننا جميعا فى مصر (80 مليونا) نريد أن نفوز ولن يشذ عنا سوى بعض المرضى المحدودين الذين يتنافسون فى سباق الكبار لجنى الثمار.. ويتساوى معنا فى هذه الحالة المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة، وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة، وهانى أبوريدة رئيس اللجنة المنظمة.. لكن المؤكد أن كل واحد من هؤلاء يريد مع الكعكة العامة كعكة خاصة ولديه عزيمة لأن يقاتل من أجلها.. وفى الأعراف المصرية التى حلت محل القوانين هم على حق فى أن يدافعوا عن مصالحهم لأن الذين سينتزعونها منهم مثلهم أو ربما أسوأ منهم يريدون شيئا عاما وشيئا خاصا ولا يتحملون أن يتصوروا كيف تكون حياتهم فى منازلهم بلا صحافة ولا تليفزيون ولا أرباح.
إذن ما هى الكعكة الخاصة التى تريدها عينة القيادات التى اخترناها.. وهى بالمناسبة تحظى منا بالاحترام ويجمعنا بها ود وصداقة وتقدير لجهدها المبذول للارتقاء بالرياضة المصرية.. لكن لأننى شخصيا أريد ألا يقرأ أحد من الناس لأى صحفى غيرى.. لأن النزعة الشخصية موجودة بالفطرة والمهم ألا تتطور وتتجاوز الحدود وتصبح خطرا على الآخرين وعلى الشأن العام.. فإن الحديث عن نزعة أى من صانعى كعكة المونديال سوف يأتى فى إطار المسموح به.
مثلا من حق المهندس حسن صقر أن يتمنى فوز المنتخب المصرى بالبطولة وفوز مصر بالتنظيم لأنه مواطن مصرى.. ثم ليفوز هو بفترة تمديد جديدة لولايته على المجلس القومى للرياضة التى تنتهى على ما أعتقد فى يناير القادم وهى رغبة مقبولة ما دامت لم تتجاوز مجرد رغبة اللعب فى الكواليس مثل آخرين.
ومن حق سمير زاهر كرئيس لمنظومة كرة القدم أن يتمنى فوز المنتخب بالبطولة ليضيف إلى رصيده إنجازا استثنائيا لم يحدث من قبل فى مشاركات مصر بكأس العالم للشباب لأن أبرز إنجاز كان الحصول على الميدالية البرونزية عام 2001، لكن الرغبة الأكثر إلحاحا عند الكابتن سمير أن يجد أى نافذة يقفز منها من سجن بند الـ8 سنوات.. يريد أن يحضر احتفال القيادة السياسية العليا ويصافحها ويلمح لها إلى هذا البند الذى سوف يحرم مصر من حقيبة الحظ والخير التى يحملها.. وطبعا لو القيادة السياسية أشارت بأصبعها للمجلس القومى فسوف يصبح من حق اتحاد الكرة أن يشذ عن كل الاتحادات لأنه ليس تابعا لدولة مصر بل لدولة الفيفا.. وهذه أمور سهلة عندنا ولدينا خبراء لتفصيلها وترويجها وبيعها من أول عرض.
ومن حق هانى أبوريدة الملك المتوج على مملكة تنظيم البطولات الكبرى أن يسعى لأن ينجح وهو رئيس اللجنة المنظمة ليظل رجل الكوماندوز الذى يتم استدعاؤه حتى من بيته ليقود عملا تابعا لآخرين لا يعرفون كيف يديرونه.. وهو بذلك يكون فى صدارة أى قائمة مرشحة لمنصب كبير جدا.. وعلى الأقل لا يغيب عن أمانى أبوريدة أمنية بسيطة جدا ربما يعتبرها أقل ما يمكن أكله من الكعكة وهو رئاسة اتحاد الكرة عندما تنتهى ولاية سمير زاهر وعندما لا يكون أحمد شوبير وقتها قادرا على الانتقال من الصخب الإعلامى إلى الصخب الوظيفى القيادى.. حيث تفضل القيادة السياسية أحيانا الهدوء والسكينة.. وإذا لا قدر الله لم يحقق المنتخب ما نتمناه لن تكون هناك كعكة إلا لمن ربح مبكرا فى مباراة لم ينتظر نتيجتها.. وهنا من المؤكد أن أشخاصا مصريين يتربصون ولا يريدون نصرا لمصر!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة