افتتاح مبهر لكأس العالم للشباب - طبعًا مبهر بقدر إمكانياتنا.. وملاعب وجماهير تفرح، وتقول للعالم إحنا نقدر نعمل كل حاجة ونقدم نفسنا بصورة مختلفة عن الصورة المرسومة لنا فى أرجاء كثيرة من المعمورة.
لكن علشان إحنا فى مصر فحرام نفرح وتفضل الفرحة معانا وقت طويل، وكأنه مكتوب علينا ألا تعيش لنا فرحة!
مباراة الافتتاح حضرها 80 ألف متفرج يحملون الأعلام ويشجعون مصر، ويرحبون بضيوفها.. حاجة عبقرية.. إنما الحاجة التانية اللى تعكنن فكانت صورة الجماهير اللى معاها تذاكر ولم تدخل المباراة.. صورة مستفزة شفها العالم، والحمد لله أنها كانت خاصة بجماهير مصر، يعنى مصيبتنا فى خيبتنا ولم يحرم مشجع أجنبى أو موفد إعلامى من الضيوف من الدخول للملعب.
السبب بسيط.. ورا اللى جرا.. ألا وهو مطالبة الأخوة فى المحليات - قاتلها الله بالعمل على جلب المتفرجين والجماهير لتملأ جنبات استاد القوات المسلحة ببرج العرب الأخوة صغار السياسيين من رجال الحزب الوطنى لم تتحمل أعصابهم كالعادة فهم الدعوة اللى جات لهم - من فوق - خشية أن يحاسبوا! فماذا فعلوا؟!
منهم لله بسرعة جمعوا الجحافل اللى بيجمعوها فى الانتخابات بـ«سندوتش» و10 إلى 20 جنيها.. وحضروا الأتوبيسات من الشركات العامة والخاصة وهات يا حشر فى عباد الله الحزبيين، علشان يلحقوا يقدموا أنفسهم للمسئولين الكبار على أنهم أنقذوا سمعة مصر من الهوان، لو لم يجلبوا الجماهير إياها.
علشان كده وباعتبار أن هناك مسئولية حزبية، سمح لكل منسق يعنى عضو بأحد محليات الإسكندرية بالدخول بصحبة أتوبيس مشجعين من رجالته فى الانتخابات دون سؤالهم عن التذاكر، لأن الشباب المتطوع فى اللجنة المنظمة مايقدرش يوقف مثل هؤلاء، خاصة أن الصحف كانت قد نشرت على لسان محافظ الإسكندرية وقياداتها الشعبية، طبعًا مش همه المنسقين أن هناك استعدادات خاصة لحضور أكثر من 80 ألف متفرج.. خاصة فى ظل وجود ميزانية معتمدة من الدولة لشراء تذاكر وأعلام للجماهير!
استعملت من شباب اللجنة المتطوعين فى حب مصر ألفاظ وجمل من نوعية «يا ابنى انت لسه صغير ده كلام من فوق».. أو «أنت مش عارف بتكلم مين.. فيطلع الأخ «مين» مجرد أمين وحدة حزبية فى شارعهم والعياذ بالله!
ولأن الرئيس قرر حضور المباراة كنوع من الترحيب بالضيوف، والاهتمام بالمونديال الذى تستضيفه بلاده، فلم يكن هناك وقت للتأكيد على وجود التذاكر وانشغل الأمن ومعه الحق فى حفظ نظام الدخول وترتيب الوضع حول منطقة ملعب برج العرب.. وأغلب الظن أنهم كقيادات لم يكونوا يتوقعون أن يقوم صغار المجالس الشعبية المحلية الله... بإدخال جماهير بدون تذاكر ولا يحزنون.. ولعلنا لا نذهب بعيدا لو سألنا أين ذهبت التذاكر المشتراة بأموال المحافظات.. أو الوزارات المعنية أو من خزينة الحزب الوطنى نفسه؟!
والله حرام أن تترك سمعة بلد مش محافظة ولا حتى دايرة انتخابية فى يد مثل هؤلاء، وإذا كان كبار الحزب ومسئولوه لم ينتبهوا إلى أن المجالس الشعبية المحلية وغير المحلية هى التى تسىء دائما لسمعة الحزب، وتدمر أى إصلاح يحاول كباره أن يقدموه.. فعليهم ألا يسنوا سنة جديدة بأن يصبح مثل هؤلاء مسئولين عن سمعة مصر أمام العالم.. فيكفى أن يكونوا مسئولين عن سمعة الدوائر الانتخابية فى محافظاتهم أمام المحاكم.. وصفحات الحوادث.. لأنها مشاكل داخلية.. وأمرنا لله فيها بس بلاش والنبى يكسفونا قدام الأجانب علشان نفسنا نقول للعالم كله: طبعا نقدر.. بس مش هانقدر نقول للعالم إذا شالوا.. أو رفعوا مثل هؤلاء من الخدمة!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة