كالعادة.. وربنا ما يقطعها عادة خرج منتخبنا الوطنى للشباب «بخفى حنين».. والحمد لله أنها مقولة مهذبة. الخروج هذه المرة، ونحن المنظمون يحتاج إلى.. إلى.. إلى وقفة، وأنا مش لاقى حاجة أقولها بديلة لكلمة «وقفة» المستخدمة دائماً بعد كل إخفاق كروى وما أكثرها.
نحتاج «وقفة» إجبارية نراجع فيها أسباب الذعر الكروى الذى يلازم فرقنا الكروية.. وما أمره - من «المرارة» - لأنها نكسة فى المستقبل حدثت فى مصر وبين جماهير غفيرة ساندت بقوة منتخب الشباب، وكانت دعماً غير عادى نعانى من غيابه فى البطولات التى نشارك فيها خارج الوطن.. لكن حتى المساندة الجماهيرية من الثروة البشرية المصرية اعتبرها الجهابذة عامل ضغط على الفريق.. تخيلوا!
الخطورة وليست المرارة فقط فى الخروج المروع من كأس العالم للشباب تكمن فى أن وقوعنا من دور «الستاشر» 16 جاء لنفس الأسباب التى تمثل «سوسة» تنخر فى كيان الكرة المصرية، ألا وهى أسلوب اللاهواية.. واللااحتراف الذى تعيشه اللعبة فى المحروسة.. نعم لا هواية.. لأنهم يتحدثون عن الاحتراف.. ولا احتراف لأن من يديرون الكرة المصرية مازالوا هواة، وغير مؤهلين للإدارة.. ولا حتى للاحتراف، إلا لو اعتبرنا مراعاة مصالح الأندية وتحقيقها انتصارات واهية على بعضها البعض هو احتراف، أو التدخل كوسطاء لانتقال نجم من ناد إلى آخر.. أو استعادة محترف فى الخارج إلى الداخل والتهليل للعملية.. احتراف.. والله دى مصيبة لأنهم يعتبرون أنفسهم محترفين؟!
الكارثة أن الأفاضل فى الجبلاية، كانوا فى غاية السعادة، لكن وللحقيقة ليس لخروجنا من دور الـ 16، وإنما لأن الخروج المهين كالعادة جاء مواكباً لأحداث كثيرة «ستدفنه» سريعاً ليصبح الفاعل مجهولا كالعادة برضه!.
والكلام حاضر ولذيذ عن المهمة الكبرى للوصول لكأس العالم للكبار 2010 وعن ضرورة الصبر على الألم الصغير حتى يعيش الحلم الكبير.. إلى آخر قاموس الإنشاء المعتاد، فى مثل هذه الانتكاسات الكروية.
طيب دعونا لا نبكى على اللبن المسكوب، ولا نحاكمكم بتهمة الخيابة الكروية العظمى، لكن قولوا لنا كلاما مفيدا عن المستقبل، ضعوا نظاماً كروياً احترافياً لا ينحنى لأحد، وما أسهل أن نستورد نظاماً إذا كنا غير قادرين على وضعه، وبالتالى تطبيقه حتى نقول للمحاسيب وأصحاب المصالح والسطوة: ده نظام مستورد يا جماعة الخير، فربما يختشوا على دمهم باعتبارنا مصابين بعقدة المستورد والعياذ بالله.
مدربون يعملون نصف الوقت فى التدريب وباقى الوقت إما موظفون فى جهات أو شوية بيزنس.. لاعبون طلبة يحلمون هم وعائلاتهم بفلوس الكرة ومجد كليات القمة!
إدارات كروية ترفض الاستعانة بمحترفى الإدارة لإنجاح اللعبة، حتى لا يقال إنهم أعضاء مجالس على الورق.. وأيضاً دعماً لمنطق: إن من ارتدى شورتاً وفانلة لازم يكون ناجحا وشاطرا فى الإدارة.. ولا يمكن أأأبداً حد يفهم فى الإدارة زى سعادته!.
علشان كده راودتنى فكرة محاكمة مسئولى الكرة فى المحروسة بتهمة «الخيابة الكروية العظمى».
نعم «الخيابة» مش الخيانة لأن ازدهار اللعبة لا يحتاج إلى مجهود.. وكمان مش هاينقص من مكاسب حضراتهم المالية.. ولا الوجاهة الاجتماعية.. آى والله.
ده حتى هيكسبهم كتير خالص، لأننا عايزينهم بس يتعاملوا مع الكرة بطريقة الريحانى - رحمه الله - الشىء لزوم الشىء فى فيلم «أبوحلموس».. يعنى بيزنس شوية فى بيع اللعبة.. على شوية إسناد مباشر فى الدعاية، على شوية زيارات بعد الفوز لشركات سيارات وعقارات وخلافه، ولن نسأل عن المقابل المادى والطرح والمزايدات والكلام العبيط ده.. بس المهم ألا تمس أى يد مصالح اللعبة، يعنى تأهيل وتراخيص للمدربين، ملاعب ينصرف عليها بطريقة الريحانى - موافقين - رعاية وتحديث لقطاعات الناشئين والشباب.. ترك الخوف من سطوة الأندية وجماهيرها جانباً.. وتصبح هذه الأشياء دستوراً لكرة القدم المصرية من يمسه تقطع يداه.. والباقى قلنا لكم موافقين.. ما تفهموها بقى.. أو حتى اتفرجوا على فيلم «أبوحلموس».. الله يرحمك يا عم ريحانى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة