لن يذكر تاريخ الرياضة العالمية عند استعادة أحداث يوم العاشر من أكتوبر 2009 أو عند استعادة نتائج تصفيات مونديال 2010 إلا حقيقة واحدة لا تتغير ولا تشكيك فيها.
سيقول التاريخ (فاز منتخب مصر ظهر اليوم فى تشيليلا بوم بوى على مضيفه المنتخب الزامبى 1 - صفر فى المرحلة الخامسة وقبل الأخيرة فى المجموعة الثالثة فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2010 فى جنوب أفريقيا).
الفوز الثمين رفع رصيد منتخب مصر إلى 10 نقاط وبقى فى المركز الثانى متساويا فى الرصيد مع منتخب الجزائر المتصدر الحالى للمجموعة، والذى يتفوق بفارق هدفين فى رصيده ولديه مباراة على ملعبه ووسط جمهوره فى المرحلة الخامسة فى بليدة مع منتخب رواندا مساء الأحد 11 أكتوبر.. وفى حالة فوز الجزائر على رواندا سيتعين على منتخب مصر الفوز على الجزائر فى اللقاء الأخير للمنتخبين يوم 14 نوفمبر المقبل فى القاهرة وبفارق من الأهداف يمنح الفراعنة الصدارة وبطاقة التأهل للمونديال.
والاحتمالات تقول إذا لم تفز الجزائر على رواندا يمكننا التأهل إلى المونديال إذا فزنا فى ملعبنا على الجزائر بأى نتيجة.
أما إذا فازت الجزائر 1 - صفر أو 2 - صفر فقط أو بفارق هدف على رواندا يجب أن نفوز على الجزائر فى ملعبنا بفارق هدفين لنتأهل.. وإذا فازت الجزائر على رواندا 3 - 1 يتعادل الفريقان فى الرصيد وتجرى بينهما قرعة أو مباراة فاصلة إذا فازت مصر فى القاهرة بفارق هدفين.. وإذا فازت الجزائر على رواندا بفارق هدفين ولكن 4 - 2 أو أكثر أو فازت الجزائر بفارق ثلاثة أهداف أو فازت الجزائر 4 - صفر يكون الفوز فى القاهرة مطلوبا بفارق ثلاثة أهداف لمصر.. وإذا فازت الجزائر 5 - 1 يتعادل الفريقان فى كل شىء ويلجآن إلى القرعة أو إلى مباراة فاصلة إذا فازت مصر بفارق ثلاثة أهداف.. وأخيراً إذا فازت الجزائر على رواندا 5 - صفر أو أكثر يكون فوزنا فى القاهرة على الجزائر بفارق أربعة أهداف على الأقل لحجز بطاقة التأهل.
الحظ كان معنا مائة بالمائة فى مباراة زامبيا العجيبة.
سبحان الله.. سددنا كرة واحدة فى 90 دقيقة بين القائمين وتحت العارضة وكانت لحسنى عبدربه فى منتصف الشوط الثانى.. وسبحان الله مرة أخرى.. كانت تلك التسديدة هى هدف المباراة الوحيد وهدف الفوز الغالى وهدف النقاط الثلاثة.
هذا هو التوفيق الكبير الذى لا تأتى سيرته إلا فى الروايات الخيالية والأفلام السينمائية.. ونحن اعتدنا عليه فى المواسم الأربعة الأخيرة مع مدربنا الوطنى حسن شحاتة.. الرجل الأكثر توفيقاً فى تاريخ الكرة المصرية على مدار مائة عام.
مشيئة الله منحتنا الفوز على عكس سير اللعب الذى سار لمصلحة منتخب زامبيا وهاجم ووصل إلى مرمانا مراراً وأهدر الفرص بالجملة.. وبينها واحدة غير معقولة من كالابا الصاعد رقم 17 عندما مرت الكرة من الجميع وأوقفها وهو على مسافة مترين فقط من خط المرمى.. ووقفت الأقدار الطيبة ودعوات الملايين من المصريين ليرتبك كالابا بغرابة ويعمى عن معرفة مكان الكرة ولا يشاهدها وتهرب منه وسط ذهول الملايين.
هى كرة القدم.. نتائجها لا ترتبط أبداً بالاستحواذ أو الهجوم أو مرات التسديد أو عدد الفرص أو التفوق الميدانى.
وقبل يوم واحد من مباراة زامبيا ومصر كانت هناك مباراة غريبة فى كأس العالم للشباب دون 20 عاماً.. وخلالها عبست كرة القدم أيضاً للمسيطرين.. ورغم أن منتخب كوريا الجنوبية اكتسح منتخب غانا فى الاستحواذ والسيطرة والهجوم والفرص فإن الأفارقة فازوا 3 - 2 فى ربع نهائى مونديال الشباب وتأهلوا إلى نصف النهائى.. والفارق الوحيد أن غانا وصلت إلى المرمى كثيرا على عكس الفراعنة، وأن غانا سجلت 3 أهداف وأضاعت مثلها.
كرة القدم منحت المصريين ظهر السبت الماضى فوزاً غريباً للغاية.. وأبقت طموحات المصريين قائمة حتى النهاية.
ولكن علينا أن نستفيد من المباراة فى نظرتنا إلى الأمام والمستقبل.
علينا أن نحسن من الآن الاستعداد الجاد لمباراة الجزائر الفاصلة والتى يتعين علينا الفوز فيها بفارق هدفين على الأقل.
أولى خطوات الاستعداد هو معرفة المنافس ودراسته واحترامه.
وثانيتها توفير أطول وقت من الإعداد الجاد والهادئ لمنتخب الفراعنة بايقاف مسابقة الدورى الممتاز بعد نهاية المرحلة الثامنة للدورى مساء 24 أو 25 أكتوبر الجارى.. وإقامة معسكر مغلق لأبطال أفريقيا 2006 و2008 فى المكان الذى يختاره الجهاز الفنى، وتنظيم عدد من المباريات الودية المتدرجة فى المستوى سواء على سبيل التدريب أو على سبيل المباريات الجادة مع منتخبات الدول التى خرجت من التصفيات أو التى فقدت آمالها.
المهم.. أن يتفرغ الجهاز الفنى واللاعبون لمهمتهم الكبيرة بعد أن أصبح القرار بين أيدينا مهما كانت صعوبته.
واختيار أحسن اللاعبين وأقدرهم على تحمل الضغوط الصعبية، وأكثرهم امتلاكا لخبرات اللعب الدولى، وأفضلهم رغبة وإرادة للفوز، وأمهرهم فى امتصاص الاستفزازات التى نتوقع وجودها بوفرة فى مباراة الجزائر الفاصلة.
وفى النهاية لا يسعنى إلا التأكيد على حقيقة هامة، وهى أنه من الظلم الفادح للجيل الحالى الرائع من اللاعبين ألا يتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 خاصة أن الأغلبية منهم لن تتاح لهم مجددا فرصة اللعب فى المونديال بعد القادم فى البرازيل 2014.
جيل أحمد حسن وعصام الحضرى ومحمد بركات ومحمد أبوتريكة ووائل جمعه وهانى سعيد وحسنى عبدربه وأحمد فتحى وعمرو زكى وسيد معوض جدير باللعب مع الكبار فى جنوب أفريقيا.
علاء صادق
كرة القدم لا تعترف إلا بالنتائج.. والتاريخ لايتذكر الأداء
الأربعاء، 14 أكتوبر 2009 07:30 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة