جمال الشناوى

اللهم احمنا من الفيروس والوزراء

الخميس، 15 أكتوبر 2009 08:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال لى أحد مرافقى وزير التعليم فى جولته المفاجأة فى مدارس الجيزة: إن جولة الوزير شهدت لحظات ساخنة.. توقعنا خلالها أن يقرر الدكتور يسرى الجمل إقالة وكيل الوزارة بالجيزة أو على أقل تقدير سيتم نقل مدير مدرسة كان جعل دورات المياه بها، مثل دورات المياه العمومية، التى تتوطن بها الأمراض بكل أنواعها، بدءا من الميكروبات حتى الأوبئة.

لم يكن طلب الوزير بالتوجه لدورة المياه بالمدرسة مفاجئا مثل زيارته، لكن وكيل الوزارة ومدير المدرسة أصابهما الرعب، والوزير يتفحص دورة المياه، وتوقع الجميع أن يلتفت إلى مرؤوسيه ليطلق حزمة من القرارات العقابية، ليس بهدف عقاب مدير المدرسة، ولكن حتى تنقلها وسائل الإعلام المصاحبة لسيادته لتحقق هدفا آخر، وهو تحذير كل مديرى المدارس، ويصبح العقاب نوبة صحيان فى حرب من المفترض أن تخوضها الدولة والشعب على أصغر كائن حى على وجه الأرض، ولكن المثير أن الوزير أشاع بوجهه بعيدا عن دورات المياه وواصل الجولة مبتسما أمام الكاميرات.

الوزير يسرى الجمل رجل مهذب جدا وهادئ، ولكن هذه الحرب لا تحتاج هذه الصفات التى يجب على الوزير أن يتخلى عنها فورا، ولو كنت مكان وزير التعليم لأرسلت كل صباح فى استدعاء وكيل وزارة بمحافظة ما، وما إن يصل حتى أحمله فى سيارة وأنزع عنه هاتفه المحمول، ومعى خريطة لكل المدارس بالمحافظة، وأسافر به إلى حيث يقود العملية التعليمية، وأستمر طيلة النهار فى جولات على المدارس بها دون ترتيب، وعندما يشعر الموظف الصغير أن الوزير قد تخلى عن روتين ومراسم له، وتحول إلى قائد فى الميدان يسبق جنوده إلى خطوط القتال الأمامية.. هنا سترتفع الروح المعنوية للجنود، وسيشعر كل مسئول فى موقعه بالخطر، ويخوض غمار الحرب وهو مقتنع بأن دوره فى القتال ضد الفيروس مهم، وفى تلك اللحظة لن يكون الوزير فى حاجة إلى عقاب أحد لأنه لن يكون هناك مقصر.

الوزير كان موفقا للغاية فى إصدار قرار بوضع %85 من المصروفات المدرسية تحت تصرف المديرين وأولياء الأمور، وأقترح على الوزير تشكيل مجموعة عمل من أولياء الأمور لكل مدرسة تتولى التخطيط والتنفيذ.. لأن أولياء الأمور هم الأكثر خوفا على أبنائهم.. ولنجرب إشراك المواطن فى أوقات الخطر، وسيجد الوزير ورجاله كل تعاون من المواطن المصرى الذى اعتاد على التضحية فى أوقات الخطر، وينسى كل إساءة من الحكومة، لأن شعبنا وعلى مدار التاريخ كان أعظم من كل حكوماته.

ويبقى أن أهمس فى أذن الوزير.. المواطن خير عون لك فى هذه المعركة، فالبسطاء هم أكثر قدرة على العطاء من غيرهم، فقبل أيام ذهبت إلى مدرسة خاصة فى التجمع الخامس، وكانت المفاجأة أن مستوى النظافة فى المدرسة أسوأ من مدارس منشية ناصر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة