قبل أن تحاسب طفلاً أو شابًا على سلوك خاطئ قام به، فتش أولاً عن أسباب وقوعه فى هذا الخطأ، ابحث عمن أغفل فى تربيته، وأهمله ولم ينبهه أو يمد له يد العون.
قبل أن تكتب بقلمك كلمة تسب فيها لاعب كرة قدم لم يتجاوز الـ20 من عمره، وتقضى بها على مستقبله الكروى، انظر إلى الظروف التى أحاطت به، ودفعته إلى الإخفاق.
ما قامت به وسائل الإعلام المصرية عقب خروج منتخب الشباب من كأس العالم، من «انتقاد» و«تقطيع» و«تجريح» فى لاعبى المنتخب يؤكد أن أكثر العاملين فى المجال من «اللى مالهمش فيها».
حيث تركوا «رب البيت» لم ينتقدوه ولم يهاجموه، وتفرغوا لمحاكمة أبنائه على تقصيرهم وتكاسلهم دون أن يفطنوا أن هذا من ذاك، وأن تقصير الأب نتاجه فشل الابن ووقوعه فى الخطأ.
خروج منتخب الشباب من المونديال، كانت له أسباب مختلفة، أسباب فنية ترتبط بقدرات اللاعبين وباختيارات الجهاز الفنى وطريقة اللعب، وأخرى ترتبط بعوامل مختلفة، كالرهبة التى انتابت اللاعبين نتيجة للحضور الجماهيرى الغفير فى مباريات المنتخب، وامتلاء المدرجات بما يزيد عن الـ70 ألف متفرج، وابتعاد بعض اللاعبين عن مستواهم الطبيعى.
وأيًا كانت أسباب الخروج، فنحن لا نتحدث عن بطولة تنتهى علاقتنا بها بمجرد خروج منتخب بلادنا منها، ولكن الأمر مختلف، فحين تنظم بطولة وتخفق فى الوصول لأدوارها النهائية، يجب ألا تنسى أن علينا دورا كبيرا كإعلاميين فى متابعة البطولة والانشغال بأخبارها ومتابعة المنتخبات المتواجدة فيها حتى المباراة النهائية.
وتتضاعف المهام والواجبات، حين يتواجد فى البطولة منتخب عربى شقيق، هو المنتتخب الإماراتى الذى لقى دعمًا جماهيريًا كبيرًا، ولكنه لم يلق الاهتمام الإعلامى المناسب.
الإعلام أيضًا، تجاهل النجاح التنظيمى والقدرة على الخروج بالبطولة بصورة مشرفة باستثناء سلبيات بسيطة لا تُقلل من الجهد المبذول من اللجنة المنظمة، ومع الأسف انقطعت صلة الكثير من الصحفيين والإعلاميين بالبطولة بمجرد خروج مصر وكأنها تقام على أرض دولة أخرى، أو كأن علاقتنا بها تنتهى بدور الـ16.
فاصل أخير
«إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص».. لا يعقل أن ننتقد الفرع ونترك الأصل، ولا يعقل أن نترك جذور الشجرة الفاسدة كما هى، ونأتى على الفروع لنقوم بقصها أو التخلص منها.
لا يصح أن ننتقد لاعبى منتخب الشباب وجهازهم الفنى، دون أن ننتقد المنظومة الكروية العشوائية المصرية والتى تعيش فى مرحلة من عدم النضوج الفكرى، إذا تحدثنا عن إخفاقات منتخب الشباب فيتوجب علينا أن نتحدث عن فساد المنظومة الكروية المصرية، وعن غياب التواصل بين الأجيال المختلفة وعن افتقاد الأندية لمبادئ الاحتراف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة