ظهور الفنان نور الشريف فى برنامج «البيت بيتك» بعد أزمتة الأخيرة كفيل بأن يؤكد أن الدولة تسانده وتدعم موقفه فى ضرورة الحصول على حقه المادى والمعنوى وهو أقل بكثير مما يستحقه فنان من طراز خاص وصاحب وجهة نظر فى الفن والحياة والقضايا السياسية وله مواقف واضحة لا تقبل المزايدة أو التشكيك.
نور الشريف ظهر فى البرنامج رغم أنه كان يصر على عدم الظهور إعلاميا فى هذا التوقيت، وكان يرفض تماما الحديث لوسائل الإعلام، وفى الوقت الذى سارع فيه كبار الإعلاميين فى عمل محاولات لإقناعه بالظهور فى برامجهم بعد تفجر الأزمة مباشرة، إلا أن نور كان يصر على الصمت، حتى ظهر فى «البيت بيتك».
وتابع الكثيرون نور الشريف فى البرنامج من أجل الاستماع إلى رد فعله حول الشائعات المثارة مؤخرا، إلا أن كل ما كان يشغل بالى وقتها هو نور الإنسان والذى تحامل على نفسه وخرج من عزلته، وجلس أمام الكاميرات ليؤكد أنه بخير، وأن تلك الأزمة لم تنل منه وأنه ينتظر الحصول على حقه من القضاء العادل.
وخرجت من الحلقة بسؤال يؤرقنى هو: يا الله ما أقسى تلك المهنة التى تجعل إنسانا لا يستطيع أن يحصل على أبسط حقوقه، يختار توقيت ظهوره أو الصمت حتى يستجمع قواه؟ أو من يتحدث إليه؟
وانتهيت من سؤال لأتذكر آخر لقاء جمعنى مع النجم الكبير فى بيته بمدينة الشيخ زايد والذى يعد منزلاً شديد الخصوصية فى ديكوراته وتصميماته التى تحمل روحا عربية أصيلة تتماشى مع صاحبه تماما, المهموم بكل ما هو عربى، فى هذا اليوم سألته عن االزهد والتصوف الذى صار سمة مميزة لملامح وجهه، يومها ضحك مؤكدا صدق إحساسى وقال لى: «صار خروجى قليلا وحتى لقاءاتى بأصدقائى المقربين متباعدة.. أخذتنى الحياة طويلا وصرت أكثر استمتاعا بحياتى بهذا الشكل، أقرأ وأتابع ما يحدث من حولى وأراقب كل التطورات بعيدا عن الصخب الخارجى».. وبعد أن أنهى جملته قال لى اتبعينى سأريك مكانا لن يدخله الكثيرون.. فوجئت بأننى أمام مكتبة عملاقة ومكان تتنفس فيه رائحة الأصالة من خشب الأرابيسك الذى يملأ المكان وأبيات الشعر العربى الصوفى والمحفورة بدقة متناهية.. وأمام ذهولى ودهشتى من الجمال ومحاولتى قراءة أبيات الشعر المنقوشة، وتفسير النجم الكبير لبعضها، فى الوقت الذى تصب جميعها فى فلسفة الحياة قال لى معقبا «تلك هى حياتى التى أسعد وأستمتع بها حاليا بعيدا عن الزيف والصخب الخارجى».
هذا هو نور الشريف الفنان صاحب المشوار السينمائى الطويل والذى أثرى السينما المصرية والعربية بالعديد من الأفلام المتميزة والإنتاجات المهمة، يعرف جيدا قيمة الاستغناء والذى يعد بالنسبة له فضيلة.. أرجوكم لا تدفعوه لأن يستغنى عنا فمازلنا نحتاجه وننتظر إبداعاته.. وأيضا اتركوه يعيش لحظات ألمه من الظلم البين الذى وقع فى حقه، وأقول له انت قيمة كبيرة ولكننا للأسف لم نعد نجيد سوى تحطيم وإهانة قيمنا وقممنا.
فواصل
أسوأ موسم سينمائى تشهده السينما المصرية حاليا، حيث نرى أفلاما أُنتجت فى ظروف غامضة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة