ارتفعت هامتى إلى عنان السماء من اليوم الأول لافتتاح كأس العالم لكرة القدم دون 20 عاما لكرة القدم مساء 24 سبتمبر 2009 وحتى تسليم الكأس لغانا فى المباراة النهائية مساء الجمعة الماضى.
إنها بلا شك أنجح بطولة رياضية عالمية على أرض مصرية منذ انطلقت الرياضة الحقيقية عبر مائة عام.
كنت فخورا أننى مصرى وأن هذه هى بلدى.
كنت فخورا بأننى مصرى.. إننا نمتلك تلك الملاعب العملاقة بداية من الملعب الجديد فى ضاحية برج العرب غرب الإسكندرية ومرورا بملاعب البلدية فى الإسكندرية والجيش فى السويس والسلام فى القاهرة وملعبى الإسماعيلية وبورسعيد.. ونهاية بملعب القاهرة الدولى تحفة ودرة الملاعب فى قارة أفريقيا.
كنت فخورا بأننى مصرى وجمهورنا العظيم يملأ الجانب الأكبر من المدرجات فى كل الملاعب وفى أغلب المباريات، وتكتظ به جنبات ملعب القاهرة الدولى فى المباراة النهائية رغم أن طرفيها البرازيل وغانا لا يمتلكان من الجماهير من مواطنيها أكثر من خمسمائة متفرج، وازداد فخرى بالسلوكيات الرائعة لعشرات الآلاف من المشاهدين فى كل المباريات دون النظر للنتائج.
والأمر يستوجب إشادة بالمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة الذى وفر لفريق العمل كل الإمكانيات المتاحة للظهور بالصورة الممتازة أمام العالم.
وشكر ضخم أيضا للرجل الصامت والهادئ المهندس هانى أبوريدة رئيس اللجنة المنظمة للبطولة ونائب رئيس اتحاد الكرة، وهو صاحب خبرات هائلة فى دنيا التنظيم ولا يجرى وراء الأضواء مثل الآخرين فى اتحاد الكرة.
وأخيرا الشكر للمهندس خالد عبدالعزيز مدير اللجنة المنظمة والمحرك الفعلى للعمل والشكر موصول لكل شخص شارك بإيجابية فى رفعة اسم مصر ونجاحها فى كأس العالم مصر 2009.
واكتملت الأفراح المصرية بتحطيم الرقمين القياسيين العالميين للحضور الجماهيرى وعدد الأهداف فى نهائيات كأس العالم دون 20 عاما، وهو ما يشير إلى أن نهائيات مصر 2009 حملت الحسنيين معا سواء فى زيادة غلة الأهداف التى تمثل أجمل وأهم اللحظات فى مباريات كرة القدم، أو فى الحضور الجماهيرى الذى يمثل العنصر الأهم لإضفاء الحماسة على اللاعبين.
التنظيم الرائع للنهائيات كشف حقيقة مهمة أمام الجميع.
مصر (الدولة) قادرة على استضافة البطولات الكبرى على الصعيد الرياضى سواء فى كرة القدم أو فى الرياضات الأخرى.. ومصر 2009 هى البداية الحقيقية للتقدم لتنظيم بطولات أكبر.
وما أحوجنا الآن للبطولات الرياضية المهمة مثل كأس العالم لكرة القدم أو الدورة الأولمبية لإعادة مصرنا الحبيبة إلى الواجهة العالمية بعد الانكسارات السياسية والاقتصادية.
ومن فرحة طاغية بنجاح باهر إلى حزن عميق بانهيار تام.
الإعلام الرياضى المصرى يمر الآن بواحد من أكبر المنعطفات فى تاريخه بسبب التدنى الأخلاقى الشديد على كل الأصعدة.
وصدق كاتبنا الكبير أنيس منصور فيما كتبه فى مطلع زاويته اليومية فى صحيفة الأهرام (مواقف) يوم السبت الماضى 17 أكتوبر 2009 وأنقل لكم حرفيا السطور الأولى للمقال، وتضمنت 23 كلمة فقط ولكنها حملت كل المعانى.
كتب أنيس منصور (نحن مشغولون بثلاثة أمور.. الزبالة والصرف الصحى والصرف الصحفى.. وكلها قذارة تجب إزالتها من أرضنا ومائنا ولساننا، وبعضها ممكن وبعضها صعب وبعضها مستحيل).
شكرا أنيس منصور، لقد أثلجت صدرى وصدر كل مثقف ومحترم بكلماتك القليلة والمعبرة والمؤثرة كطلقات الرصاص.
جاء كلام أديبنا الكبير مواكبا لأسوأ مرحلة فى تاريخ الصحافة الرياضية المصرية على مر العصور.. ولن أدخل فى غمار السباب المتبادل بين الإعلاميين ولا الاتهامات المتناثرة فى الأجواء، وهى الأمور التى تحوى مادة مثيرة للجماهير الساذجة، ولكننى أركز على التوتر الفظيع بين جماهير مصر والجزائر قبل مباراتهما الفاصلة ظهر 14 نوفمبر المقبل فى القاهرة فى تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2010.. وهو التوتر الذى خلقته الأخبار والتصريحات الكاذبة فى البرامج الرياضية والصحف الخاصة والعامة وفى المواقع الرياضية على شبكة الإنترنت.. وتحول الأمر الآن إلى معركة حربية فى الكلمات والتهديدات بين الجماهير المتعصبة من البلدين مع تدن وإسفاف بالغين من الجانبين.
وحسنا فعل عصام عبدالمنعم رئيس رابطة النقاد الرياضيين والإعلامى المؤدب المخضرم ونجم الأهلى والمنتخب السابق فيما كتبه فى الأهرام فى نفس عدد السبت تحت عنوان (كلمة حق)، وينادى عصام بضرورة الاتجاه الصحيح فى الصحافة الرياضية فى البلدين والابتعاد عن المهاترات.
واختار كلماته فى ختام زاويته لأقدمها لكم (ما حدث على بعض الساحات والمساحات والمواقع أمر مخجل فهم يغرسون فى نفوس الشباب الصغير مشاعر شريرة لا علاقة لها بالرياضة ولا بالروح الرياضية ولا بالإخوة العربية).
إن طريق الكراهية الذى يدفعون الجماهير إليه، لن يستفيد منه الفائز والمهزوم لأن نهايته قطعا هزيمة للطرفين.
ولا يصح أن تستسلم الأغلبية العاقلة لتحريض الأقلية المتعصبة.
وذهب الزميلان العزيزان خالد جبر فى «أخبار اليوم» وأيمن أبوعايد فى الأهرام إلى نفس الاتجاه المحمود الذى سار فيه عصام عبدالمنعم.. وأتمنى أن يسير كل الزملاء على نفس الدرب الصحيح.
إنها مباراة فى كرة القدم وما أكثر المباريات.
هى بطولة رياضية وما أكثر البطولات.
الرياضة أخلاق.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة