جمال الشناوى

التأجيل أرحم من الموت

الجمعة، 23 أكتوبر 2009 07:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتعجب القادمون من الخارج من الاهتمام المبالغ فيه بأنفلونزا الخنازير فى مصر على المستوى الشعبى والحكومى.. رغم إن دولا أخرى تواجه الأزمة فى هدوء.. وتواصل الحياة بشكل أقرب إلى الطبيعى.. والعائدون إلى الوطن لهم الحق فى هذا الهلع العام.

نحن فى مصر نهتم فعلا بكل قضية تمر علينا بشكل مبالغ فيه.. ولكن أمام الكاميرات فقط كل منا يسعى وفورا لإثبات أنه يؤدى واجبه على أكمل وجه، الوزير يسارع إلى دعوة وسائل الإعلام لترافقه فى حله وترحاله.. ولا ينسى الابتسامة كلما تلاقت عيناه مع الكاميرا.

كل منا يريد أن يكون فى الصورة.. حتى لو كانت الصورة باهتة أو مزيفة..يزيد من خوف الناس حتى يكتسب أهمية إضافية.. لهذا نكون فى حاله رعب مخيفة.. نظل نتابع تحركات الحكومة.. نشكر لها استجابتها السريعة وتحركها بشكل علمى لمواجهة الأزمة، وفى النهاية نجد أنفسنا تعرضنا لأكبر عملية نصب فى التاريخ.. وقبل سنوات قليلة هاجمتنا أنفلونزا الطيور.. ويومها قررت الحكومة حل المشكلة عن طريق إبادة الطيور.. وتم تدمير ثروة داجنة تقدر بالمليارات.. وساعتها تحدث كل الوزراء أمام الكاميرات يقللون من خطورة أنفلونزا الطيور وأن مصر فى مأمن بعد التخلص من الطيور وملاحقة ربات البيوت.. ممن يعشن على ثمن البيض الذى يبعنه.

التجربة تتكرر ثانية.. الوزراء.. اكتشفوا أن أنفلونزا الخنازير تغزو العالم.. فكان القرار إعدام الخنازير.. وفوراً.. وانطلقت فرق الإعدام للخنازير.. وقتلتها.. مثلما فعلت تماما مع الطيور.. وبعد مذابح استمرت عدة أسابيع.. أعلنت الحكومة انتصارها.. والقضاء على قطعان الخنازير.. ولكن لعنة الخنازير لاحقت الحكومة.. وانتشرت جبال الزبالة فى الشوارع.. وباتت قضية الزبالة هى الأهم على جدول الحكومة.. ولكن لا هى قضت عليها.. ولا سمحت للشركات التى استوردتها بجمعها.. وأخشى أن تعلن الحكومة الحرب على الإنسان المصرى لأنه ينتج الزبالة.. وعلى طريقة قتل الطيور والخنازير.. فالحكومة ترى أن تتخلص من الشعب حتى تختفى أكوام الزبالة.

صدقونى.. الحكومة لن تفعل شيئاً فى مواجهة أنفلونزا الخنازير.. فهى تواطأت مع أنفلونزا الطيور - على طريقة والى عكا - سمحت لها بالتوطن فى مصر.. رغم إبادتها للطيور.. وهى التى تتراقص أمام الكاميرات كل صباح.. بزعم مواجهة أنفلونزا الخنازير.. وبعد فترة ستقول لنا إنها ورغم قتل الخنازير فإن الإنفلونزا الخاصة بها أعجبتها أرض مصر وقررت التوطن فيها, أو فى هذه اللحظة لن تجد الحكومة سوى إبادة الشعب المصرى.. حتى لا يصاب بالأنفلونزا.

على أولياء أمور التلاميذ ألا يصدقوا الحكومة.. ويقاطعوا مدارسها ومسارحها ودور السينما والهيئات الحكومية المكدسة بالموظفين.. وكل الأماكن العامة, ويارب أنفلونزا الخنازير تصيب الوزراء.. قبل أى تلميذ فى مدرسة متهالكة فى نجع أو قرية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة