عقب صدور القرار حاول والد الطفلين جمال ربيع التهجم على المتهم داخل قفص الاتهام مكيلاً له سيلاً من الشتائم "مردداً عبارة حسبى الله ونعم الوكيل"، بينما وقف المتهم داخل القفص هادئاً وبدت عليه علامات الذهول حتى اصطحبه رجال الأمن خارج المحكمة وسط حراسة مشددة.
تعالت بعدها زغاريد أسرة المجنى عليهما شهد وزياد مرددين هتافات "يحيا العدل.. يحيا العدل.. وينصر دينك يا قاضى"، تلتها سجدات شكر لله على الحكم الذى جاء مطفئاً لنار قلوبهم، كما وصفته أسماء والدة المجنى عليهما، وعقب ذلك وقفت أسرة الطفلين ترتسم على وجههم بسمات الفرحة لتلقى واجب العزاء من أقاربهما وأصدقائهما الذين حضروا إلى المحكمة والذى تم تأخيره حتى صدور الحكم.
كانت جلسة المحاكمة قد بدأت اليوم فى الساعة العاشرة وربع صباحاً وبدأت بسماع أقوال المدعين بالحق المدنى الذين طالبوا بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم لارتكابه جريمة ليس فى حق الطفلين فقط وإنما فى حق الإنسانية بأكملها لخروجها عن المألوف بقتل طفلين فى عمر الزهور مسدداً لهما 80 طعنة بأنحاء مختلفة جسدهما دون سبب مبرر، ملقبين إياه بسفاح الأطفال، وطالبوا بالتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التى أصابت الوالدين لفقدهما طفليهما، وعقب انتهائهما من المرافعة وقفت والدة الطفلين "أسماء" بصفتها محامية طالبة الدفاع عن أطفالها وعندما سمحت لها المحكمة وقفت لتبدأ مرافعتها، قائلة إن هذه القضية من أصعب القضايا التى تولت الدفاع فيها، لأنها تخصها، وقالت باكية "دماء تصرخ وأوراق تنزف ضاقت صدورنا وقلوبنا من جريمته، وحش لم يتأدب مع الله وهو فوق أرضه فسيؤدبه الله يوم يلاقه تحت أرضه فى ساعة الحساب، مجرم مجنون سدد لطفلين فى عمر البراءة 80 طعنة لم يشعر خلالها بصرخاتهما التى كسرت الجدران يستمتع بأجسادهما التى تنزف الدماء الساخنة، قتلهما داخل غرفتهما التى كانت تجمعه معهما للمبيت فيها فى بعض الأوقات لم يكتفِ بطعنة واحدة التى كانت تكفى للقضاء عليهما، بل تلذذ بتقطيع جسدهما، محملاً إياهما ذنباً لم يقترفاه انتقاماً من والدهما لطرده من عمل. وقد انهارت الأم باكية أمام هيئة المحكمة خلال سماعها للمرافعة.
لتستمع المحكمة لدفاع المتهم الذى شكك فى بطلان التحقيقات والتقارير الطبية الصادرة من مصلحة الطب الشرعى، منصرفاً من قاعة المحكمة عقب انتهائه من دفاعه قبل صدور الحكم ليصدر قرار المحكمة بإحالة المتهم إلى المفتى للموافقة على صدور حكم بإعدامه.
وجاء فى حيثيات الحكم إن المحكمة اطمأنت فى يقينها إلى أن المتهم عشرى شحاتة 28 سنة بكالوريوس خدمة اجتماعية أدلى باعترافات تفصيلية أمام النيابة العامة وأن تحريات المباحث التى تم إجراؤها جاءت مؤكدة لاعترافاته الكاملة التى تدينه بالجريمة، بالإضافة إلى تقارير الطب الشرعى والمعمل الجنائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة