«حلايب وشلاتين» كلمة السر فى ملف شائك، متوقعة إثارته فى الفترة القادمة بين مصر والسودان، مما حتم فتحه سياسياً وخدمياً واجتماعياً فى رحلة خاصة هى الأولى من نوعها فى الصحافة المصرية من القاهرة إلى أطراف مصر الجنوبية.
بدأت الرحلة من الغردقة فى أتوبيس نقل عام، هو الوحيد الذى يصل إلى مثلث حلايب وشلاتين فى ميعاد واحد يوميا الواحدة فجراً.
انطلق الأتوبيس فى الساعة الثالثة فجرا، ليقطع صمت الصحراء بصوته المزعج كاسراً حاجز مدن البحر الأحمر، بداية من سفاجا مروا بمرسى علم، وصولاً إلى القصير التى يستأنف الرحلة بعدها إلى شلاتين فى 400 كيلو متر دون وجود أى خدمات، فلا يوجد وحدة صحية، ولا بنزينة، فقط ترى بعض أشجار مانجروف ونخيل متراقصة نامية داخل مياه البحر التى تغمرها حتى وسطها.
أخيراً وفى الثانية عشرة والنصف ظهرا، وصلنا إلى مدينة شلاتين بعد 10 ساعات فى أتوبيس النقل العام والذى يعد تجربة منفصلة عن تجربة زيارة مثلث حلايب وشلاتين.
الطريق من شلاتين إلى حلايب والذى يبلغ 170 كيلو مترا، لا يختلف عن الطريق من الغردقة إلى شلاتين، مجرد امتداد أسفلتى دون أى خدمات فإذا نامت العجلة، وهذا وارد على طريق يمتد لأكثر من 1200 كيلو متر من القاهرة حتى حلايب، فإنها لن تجد من يوقظها أبداً.
التصاريح الأمنية هى كلمة السر لدخول مدينة حلايب وشلاتين، فهى منطقة حدودية مفروض عليها سياج أمنى لأكثر من جهة، لذلك كان علينا إبراز البطاقة الشخصية مع كل تفتيش للشرطة العسكرية.
رحلة العودة إلى القاهرة لم تكن أقل صعوبة من رحلة الذهاب، لأننا قررنا تغيير مسارها أملاً فى طريق أكثر أمناً، وأكثر راحة، ولكنها أمنية لم تتحقق بدخولنا طريق برانيس أسوان الذى يمتد لأكثر من 450 كيلو وسط طريق جبلى، منحوت بين الجبال بالعديد من المنحنيات الخطرة بالإضافة إلى أنه أيضا طريق بلا أى خدمات سواء إنارة أو وحدات بنزين أو حتى وحدة طبية.
بعد 5 ساعات متواصلة فى هذا الطريق ظهرت مشارف مدينة أسوان والتى استقللنا منها الطائرة على أمل العودة إلى القاهرة بعد 6 أيام متواصلة، قضيناها وسط حلم الوصول إلى مثلث حلايب وشلاتين التى تعرفنا عليها من الداخل.. نصحبك بعدها فى جولة فى هذا الملف.
لمعلوماتك...
-- فى أكتوبر 2009 نشب خلاف على مثلث حلايب وشلاتين بين مصر والسودان بعد قرار من رئيس لجنة الدوائر الجغرافية بمفوضية الانتخابات السودانية بضم المثلث إلى الدوائر الانتخابية لها، والبدء فى حملات حصر وتسجيل أسماء الأهالى، وهو الخبر الذى أثار إزعاج الدوائر الرسمية المصرية، وقابله أهالى حلايب وشلاتين بحالة شديدة من الرفض والاستنكار، مؤكدين هويتهم المصرية، وأعلن شيوخ قبائل العبابدة والبشارية والرشايدة الذين يعيشون هناك اعتراضهم على القرار وتمسكهم بجنسيتهم المصرية رافضين أى محاولة من جانب السودان للتدخل فى شئون المنطقة.
موضوعات متعلقة::
>> محافظ البحر الأحمر: حلايب وشلاتين مصرية.. والقضية سيادية ولا يمكننى التدخل فيها!
>> السكان الأصليون: لسنا أقل وطنية من أى شخص فى هذا البلد ولن نقبل أى انفصال عن مصر
>> «حدربة» أول قرية على حدود الجنوب لا تتعدى 50 منزلا وأهلها يتنقلون بالجمال
>> العبابدة والبشارية.. والرشايدة
>> الأهالى يشترون جركن المياه بـ 20 جنيهاً والكهرباء تصلهم عن طريق مولدات الديزل
>> «الجمال» التجارة الرئيسية.. والنباتات الطبية أشهر منتجاتهم.. وصناعة الجلود مهنة نسائهم
>> حفل الزفاف فى حلايب وشلاتين 4 أيام.. والوسيب والبيبوب أهم الرقصات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة