مما لا يدع مجالاً للشك أن مباراتنا القادمة أمام الجزائر فى تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم القادمة بجنوب أفريقيا 2010 تعتبر من أصعب اللقاءات فى تاريخ كرة القدم المصرية، وتأتى صعوبتها لأنها المرة الأولى فى ذلك التاريخ الكروى التى يطالب فيها جموع اللاعبين بأن يحرزوا هدفين، ثم يأتى بعدها التفكير فى الوصول لكأس العالم..نعم إنها مباراة الأهداف الصعبة، فكيف نلعب أمام منتخب بقيمة وكفاءة الجزائر أو ثوار الجزائر الذين لامسوا حلم الوصول للمونديال وأمامهم أكثر من فرحة، وهناك التعادل بأى نتيجة والهزيمة صفر/1 والهزيمة 1/2.
كلها نتائج إيجابية لهم وتجعلهم يحققون حلم الوصول للمونديال.. أما منتخبنا فليس أمامه سوى فرصة واحدة فقط وهى إحراز هدفين وانتظار لقاء فاصل على أرض محايدة، أو إحراز ثلاثة أهداف نظيفة وقتها يتحقق فى التاريخ الكروى ما لم يحقق من قبل.. ولكن تعالوا نحلم، ونبحث عن روشته لتحقيق الحلم الجميل.
أولاًَ تعالوا نرفض جميعاًَ حالة التناصر التى ظهرت فجأة على الصحف المصرية وادعاء البعض بأنه صاحب الامتياز والتفكير والابتكار فى إهداء وردة لكل لاعب فى الجزائر فور وصوله إلى مطار القاهرة.. ولا داعى لإثارة أزمة بين صحيفتى «الشروق» و«المصرى اليوم» حول تلك الأزمة المفتعلة التى لا أرى لها مبرراًَ قوياًَ فى تلك الأيام التى تسبق المباراة، وأرى أن المزايدة على حب المنتخب الجزائرى وادعاء الكرم الزائد وكثرة الطنطنة على الترحاب بالفريق، وضرب الأمثلة الكثيرة فى الحفاوة، ومحاولة التخويف لجماهير الكرة المصرية من شبح إعادة المباراة أو إلغائها أو الرسائل المرسلة المتكررة، كلها خارج أسلوب منافسة كرة القدم.. فالمنافسة هى التى خلقت من كرة القدم هذه الشعبية الكبرى على مستوى العالم.. أما أن يحاول الخطاب الإعلامى إخصاء الجماهير ومحاولة بث الهلع داخل النفوس.. أزعم أنه سيأتى بنتائج عكسية ربما تجعل الجماهير تذهب لمشاهدة المباراة أمام شاشة التليفزيون، لأن ذلك سيكون أفضل، وأما السادة الذين يريدون أن ننحنى ونركع أمام منتخب الجزائر فعليهم أن يطالبوا بانسحاب المنتخب الوطنى من المباراة أفضل، وبالطبع لست ضد فكرة الروح الرياضية والأخلاق ولكن دون مزايدة ودون تخدير لجماهيرنا ولاعبينا أيضاًَ.. فالواجب الأصيل أن نظل نبث فى كل اللاعبين بقيادة حسن شحاتة روح الانتصار وتأجيج حالة الفوز ورفع الروح المعنوية.
ولا تساوى بالطبع بين مساندة منتخبنا الوطنى ومساندة المنتخب الجزائرى لأنه ليس مطلوبا من تلك الأقلام أن تحكم بالعدل بين الجزائر ومصر فى كرة القدم، لأن الطبيعى جداًَ أن ننحاز ونسقط نظرية الحياد فى تلك المباراة المصيرية، ولذا لا أرى حيثيات كثيرة ولا رغى مرسلا ومطلقا من حماقة الشروق لتلك الأزمة الواهية ومن يعطى وردة ومن صاحب الامتياز والحق والفكرة، لأنها أولاًَ وأخيراًَ فكرة لا تستحق أن نتوقف عندها طويلاًَ.. ولا تجعلوا المخطط الجزائرى فى صحافته مسئول كرة القدم يصدروا لنا الانقسام والأزمة.. وإلا لماذا لم نسمع مبادرات جزائرية.. كلها قصص وحكايات وتقسيمات نوعية لرجال الإعلام والصحافة، فتارة يسبون ويلعنون جماعة وأشخاصا وتارة أخرى يرفعون القبعة ويحاولون تكريم جماعة أخرى.. بلاها ورد قفوا جميعاًَ وراء المنتخب ولا وقت للانقسام بسبب وردة.. وتعالوا أيضاًَ نهمس فى أذن الجهاز الفنى بأكمله ونؤكد أن تلك المباراة لا تخضع لقانون المغامرة، فاللاعب الجاهز بدنياًَ وذهنياًَ وفنياًَ هو الأصلح لشرف تمثيل المنتخب المصرى، لأن هناك أصواتاًَ مبحوحة تطالعنا يومياًَ بأسماء كانت بالأمس تقف على أقدامها ولكن الابتعاد عن كرة القدم إما للإصابة أو لظروف الإهمال والتفرغ للبيزنس جعلها غير جاهزة للقاء، والخوف أن الرغى فى أذن شحاتة ربما يجعله يضعف ويضم هؤلاء غير الجاهزين حالياً، وقتها ستكون مغامرة كبرى ربما تهد وتزلزل هذا المنتخب الكبير، وأرى أيضاًَ أننا فى أشد الحاجة للمتابعة والرعاية النفسية للاعبين.. أخيراًَ أرى أن هذه المباراة تقع على عاتق أبوتريكة والحضرى وأحمد حسن وحسنى عبدربه وأحمد فتحى وسيد معوض ومحمد شوقى ومحمد زيدان لأنهم القوام الرسمى والأساسى للمنتخب الوطنى المصرى على ما يقرب من السنوات الخمس الفائتة، لذا فاللاعبون تقع المسئولية أولاًَ على عاتقهم لأنهم أصحاب خبرة كبيرة، ولأنهم أيضاًَ أكثر عموم الشعب فائدة واستفادة فى الوصول لكأس العالم.. قووووووولوا ياررررررب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة