جمال الشناوى

الحرب الدينية تلوح فى الأفق

الخميس، 08 أكتوبر 2009 07:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كابوس مفزع يطاردنى منذ فترة.. أن مصر على وشك حرب أهلية دينية أرى نذرها فى السماء.. طالما سمحنا بسيطرة رجال دين من كل مذهب وطائفة على الحياة، يتقدمون الصفوف ويطلقون الفتاوى.

وبنظرة عابرة على المشهد الدينى فى مصر نجد الآتى.. بقايا الجماعات الإسلامية يشنون حربا كلامية على الشيعة.. ويصفونهم بالمهين من الصفات.. ووصل الأمر إلى سب رموز دينية من الصحابة عليهم رضوان الله.... وليس ببعيد حرب الجماعات السلفية على جيوش المتصوفين فى مصر.. كل منهم ينهش فى فكر وأخلاق الآخر.. وظهرت الحرب الكلامية بوضوح بسبب الخلافات حول إلغاء الموالد.

أما عن حرب الدعاة فحدث ولا حرج.. وكان آخرها حرب «الجندى» الداعية الفتوة.. مع جمال البنا سمعنا خلالها تهديات بالذبح «غير المطابق للشريعة الإسلامية» وإهانات لا تصح أن نسمعها ممن يتصدرون ساحة الدعوة.. كلام غريب سمعته أعاد إلى الذاكرة سنوات العنف فى تسعينيات القرن الماضى.. وبالمناسبة هناك الكثير عن سلوكيات شخصية مخجلة للدعاة.. عن قصص حب ملتهبة وساخنة ليس مجالها الآن. وطبعا ليس ببعيد نزاع الإخوان والحزب الوطنى.. هذا على الجانب الإسلامى من المصريين.. من الصورة القاتمة التى لا تخلو من رتوش وهابية وفارسية..

أما «الإخوة» فهم ليسوا ببعيدين.. وما تشهده الساحة القبطية بات خطرا غير مسموح باستمراره.. فبعيدا عمن يعمقون الكراهية مع المسلمين.. فهناك كلام عن تبشير إنجيلى.. بين صفوف الأرثوذكس.. وليس بعيدا ما قاله الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس عن «خطة إنجيلية» تهدف إلى تحويل الأقباط الأرثوذكس إلى بروتستانت خلال 20 عاماً، مشيراً إلى أن هذه الخطة مطبوعة على «C D»، ولديه نسخة منها.

وأكد بيشوى أن «الخطة ليست اختراقاً أو غزواً خارجياً، بل هى تغلغل من الداخل».
وقال فى مؤتمر تثبيت العقيدة بـ«الفيوم»، تحت عنوان «محاولات الغزو الطائفى» (أنواعه - أبعاده - وكيف نواجهه): «توجد كماشة على كنيستنا القبطية. وقال سكرتير المجمع المقدس أن الحرب الإنجيلية ومحاولة اختراق الكنيسة القبطية لسرقة أولادها شديدة جداً فى مناطق مصر الجديدة والنزهة وأرض الجولف والزمالك، لكنه قال «إحنا صاحيين لهم جداً«.... «لدى تسجيل لسهرة تمت يوم 18 سبتمبر الماضى.. لا داعى لذكر ماقاله عن مضمون التسجيل»...
كلام عن الحرب..والتصدى للهجوم.. ناهيك عن أعمال تنصت أشبه بما تقوم بها الجيوش بين الفريقين وكشف بيشوى..«حاكمنا أحد القساوسة فى يناير الماضى لحضوره جنازة بروتستانتية فى كنيسة قصر الدوبارة..
حرب الطوائف المسيحية خرجت إلى العلن.. وبدا القتال الإعلامى..صورة طبق الأصل لما يفعله أتباع المذاهب والجماعات الإسلامية..

ولا أعتقد أن الدكتور نظيف ورجال حكومته يدركون خطر رجال الدين على السياسة.. ورجال الدين فى هذه الأيام سيفشلون فى قيادة دولة دينية.. ورجال الدين من الجانبين عليهم العودة إلى مهمتهم الرئيسية فى النصح والإرشاد والإفتاء.. وعلى الغيور على مصر أن ينضم وفورا إلى من يطالبون بتحجيم دور رجال الدين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة