يمكنك إضافة اسم عائلتك ضمن أجندة هذه الصفحة، اكتب إلى محمد الجالى على m.eljaly@youm7.com
>>اسم «الزوينى» الذى يٌنسبون إليه منتشر لدى القبائل العربية فى ليبيا وتونس والجزائر وأصله «الزين» وهو الشىء الطيب المزيّن
>> احتفلوا بمولد جدهم حتى سنة 1978 ثم أوقفوا الاحتفال خوفا من الفتنة
أحمد الزوينى الكبير هاجر من ليبيا إلى مصر منذ ما يقرب من 300 سنة، استقر فى الواحات البحرية، وتحديدا منطقة الباويطى قبل أن تصبح مدينة بعد التقسيم الإدارى للواحات البحرية، واصطحب معه إلى الباويطى اثنين من أبنائه، استقر أحدهما مع والده فيها، وانتقل الآخر إلى «القصر» وأقام به وبذلك ينفرد عرب «الزواينة» بأنهم العائلة الوحيدة فى الواحات التى لها فرعان، أحدهما فى القصر والآخر فى الباويطى، وهذا ما يتفق عليه رجال الزواينة هناك.
الرواية السابقة واحدة من عدة روايات تحكى انتقال الزواينة إلى الواحات، وهناك رواية أخرى -ربما تكون الأقرب إلى الصواب- تقول: إن أحد أبناء أحمد الزوينى كان دائم المشكلات مع أسرته وجيرانه من العائلات والقبائل الأخرى فى «أجدابيا» بليبيا، وإحدى هذه المشكلات ورطت الزواينة مع إحدى القبائل، مما كلف الزواينة مبالغ كبيرة، كما أن هذه القبيلة أصرت على تنفيذ أحكام القضاء العرفى، والذى ينص على أن يُنفى المخطئ من بلدته لمدة خمس سنوات، وبالفعل طُبّق الحكم على هذا الابن، ووجدت أسرته وقبيلته فى ذلك حلا للخلاص من مشاكله الكثيرة.
سلّم الابن لحكم المجلس العرفى، وترك «أجدابيا» قاصدا الواحات، فأعجب بها وانسجم مع أهلها، وبعد مرور السنوات الخمس، أرسل إليه والده طالبا منه العودة إلى «أجدابيا»، فرد الابن على أبيه بأنه لن يترك الواحات لأنها أفضل له.
بمرور الوقت أخذ اسم الابن يبرز فى الواحات، حتى إن والده «أحمد الزوينى» بدأ يفكر فى الأمر، خاصة حين علم أن ابنه أراد فرض سطوته على أهل الواحات، وتصدى له رجل يسمى «حبيب»، ولأنه أب ورغم ما سببه هذا الابن من مشكلات دفعت ثمنها قبيلته كلها، إلا أنه استجاب لنصرة ولده، وبالفعل اصطحب «أحمد الزوينى» أبناءه معه ونزلوا إلى الواحات، وعندما أيقن «حبيب» أنه لن يقدر على مواجهة الزوينى وأولاده، بعدما طردوه واستولوا على أرضه، خرج من الواحات ذاهبا إلى المنيا، التى استقبله أهلها بمقولتهم الشهيرة «حبيب داير فى النجع غريب».
عرب الزواينة، إذن سموا بذلك نسبة إلى جدهم «الزوينى» وهو اسم منتشر لدى القبائل العربية فى ليبيا وتونس والجزائر، وهو مشتق من اسم «الزين» ويعنى الشىء الطيب المزدان، وبذلك يكون الاسم تصغيرا لكلمة زين، وتعد «أجدابيا» بالجماهيرية الليبية واحدة من أهم المحافظات التى يتركز بها «الزواينة» هناك، ولم يكن مجىء أحمد الزوينى الكبير من ليبيا إلى الواحات البحرية تحديدا، محض صدفة، كما يروى زكريا أحمد عبد المجيد أبو حمدى عبد الرحمن أحمد الزوينى (مدرس بمدرسة الباويطى الصناعية وصاحب أحد البحوث عن عائلات الواحات البحرية)، بل لوجود اتصال روحى بين الليبيين وأهل الواحات عموما.
هذا الاتصال الروحى بين الليبيين وأهل الواحات البحرية خصوصا دون غيرها من الواحات التى تقع على مقربة من الحدود المصرية - الليبية، كـ«سيوة» و«الفرافرة»، سببه أن الفرافرة كانت تتبع الواحات البحرية، أما سيوة فكانت قرية صغيرة قبل أن تعرف إعلاميا وتوضع على خريطة السياحة العالمية.
الزواينة ينقسمون إلى عدة بيوت، ففى الباويطى «إسماعيل وكعبارة وحسين وعثمان وأبوسيف وعبد الجيد»، وفى القصر «مرعى وأبوالأحرش والحاج إبراهيم وقذافى»، وهى فروع دائمة التواصل فيما بينها، والتواصل بين «زواينة» الواحات فى مصر، وبين زواينة «أجدابيا» فى ليبيا مستمر، خصوصا فرع المرحوم الشيخ عبد الحميد محمد هارون رئيس السجل المدنى فى أجدابيا، وهو شقيق محمد محمد هارون الزوينى شاعر العقيد معمر القذافى.
اهتمام الزواينة بالبحث عن فروعهم فى المحافظات المختلفة، بل خارج حدود مصر يثير الإعجاب، فهم العائلة الوحيدة فى الواحات التى بدأت فى عمل بحث شامل عن عائلات الواحات، يقول زكريا الزوينى: إن الغرض من ذلك البحث هو تأصيل العادات التى بدأت تندثر، وتوثيق تاريخ هذه العائلة والتركيز على جغرافية المكان، خاصة أن الفروع الموجودة فى «الباويطى» أساسا من القصر، قبل أن تصبح الباويطى مركزا مستقلا عن القصر، حيث كانت هناك منطقة سكنية قديمة تسمى «البلد» هى مركز الواحات البحرية وكانت لها خمس بوابات، هذه البوابات كانت تغلق خوفا من السفاحين وعرب البربر الذين كانوا يستهدفون الاستيلاء على أموال أهل الواحات وزرعهم وثمارهم، وهو بمثابة سطو مسلح وصل فى بعض الأحيان إلى حد القتل والتطهير العرقى.
البوابات أقيمت كتوسع جغرافى أفقى وليس رأسيا، من القصر وحتى منطقة الزاوية، إلى أن جاء الشيخ «الباويطى»، أحد تلاميذ الإمام الشافعى، إلى الواحات فلم يجد أرضا تصلح لبناء بيت له سوى فى مكان بعيد عن المناطق السكنية، وبعدما توفاه الله، دفن بجوار بيته، فبنى له الناس مقاما وأحاطوه بسور كبير، فسميت هذه المنطقة بالباويطى، وبدأ يزحف إليها بعض العائلات، خاصة بعد أن أقاموا بها أماكن لتجفيف البلح، وبذلك صارت صالحة للمعيشة، بل وجد الأهالى فيها متنفسا من الاختناق الذى ساد «القصر» المكتظة بالسكان.
عميد العائلة شاهين أحمد إسماعيل الزوينى يقول: الزواينة استقروا فى الواحات واستصلحوا أرضها، لكن لنا فرعا فى البدارى بأسيوط وآخر فى المنيا، حيث تركوا الواحات منذ ما يزيد على خمسين عاما.
الزواينة بطبيعتهم متدينون ومحافظون، وكان جدهم أحمد الزوينى الكبير يحفظ كثيرا من القرآن الكريم، لدرجة أنهم بنوا له مقاما حول قبره بعد وفاته، وهو ما كان سائدا عند أهل الواحات، حيث يكرمون الصالحين وحفظة القرآن ببناء المقامات والاحتفال بهم، حتى إنه يوجد بالواحات مايقرب من 12 مقاما.
عميد العائلة يعلق على هذا الأمر قائلا: كنا نحتفل بمولد جدنا حتى عام 1978، ونذبح عند مقامه وندعو الفقراء إلى الولائم، تبركا به، ولم نكن نعرف تاريخ مولده، لكننا كنا نحتفل به كل عام بعد جنى «البلح»، والحمد لله أننا تخلصنا من هذه المعتقدات.
الزواينة فى الواحات يتميزون عن بقية فروع العائلة بأنهم الوحيدون الذين قاموا بتأسيس رابطة باسمهم سنة 1994، ويجتمع أبناؤها شهريا فى مقر الرابطة الذى خصصوا له قطعة أرض لإقامته عليها، يبحثون فيه شئونهم، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات التى تقدم لفقراء العائلة، والحالات الإنسانية، والاجتماعيات وحل المشكلات والأزمات التى تنشأ بين أبنائها أو التى يكون أبناؤها أطرافا فيها، كما أن الرابطة توفر الأموال اللازمة للمرضى من أبناء الزواينة وتوفر لهم العلاج وتكاليف الانتقالات إلى القاهرة، والعودة منها فى الحالات التى تستدعى ذلك.
رابطة «الزواينة» تكثف من اجتماعاتها أثناء انتخابات الشعب والشورى والمحليات لتحديد المرشحين الذين ستعطيهم العائلة أصواتها، حيث يتم حسم الأمر بالاتفاق والإجماع، والرابطة لها مجلس إدارة، وأمين الصندوق هو الذى يتولى عملية جمع التبرعات والاشتراكات، كل حسب مقدرته وما يجود به، ويقيم مجلس إدارة الرابطة ندوات ثقافية يحضرها سكرتير عام المحافظة وأعضاء مجلسى الشعب والشورى؛ ويحسب لهذه الرابطة أنها ساعدت على لم شمل العائلة وتكافل أبنائها إلى جوار بعضهم، وخير مثال على ذلك المساندة الكبيرة التى وجدتها «داليا الزوينى» التى ترشحت فى الانتخابات الماضية لمجلس محلى المحافظة.
الزواج فى ظل وجود الرابطة صار أمرا يسيرا على أبناء الزواينة، فهم يقيمون كل فترة حفل زفاف جماعيا لحوالى سبعة أزواج عرسان من أبناء الزواينة، توفيرا للنفقات، وربما يستمر الفرح 15 يوما، تدق خلالها الطبول ويرقص فيها الشباب، كل يوم فى بيت مختلف من بيوت «العرسان»، لكن اليوم الذى يدعى فيه الناس إلى الغداء ويذبح فيه هو اليوم الكبير «يوم الدخلة»، ويروى أفراد العائلة أن من أهل الواحات من قدم «حزمة حطب» مهرا لعروسه، وذلك فى العهد الملكى مثل ابنة عبد الجواد أبو زياد -آنذاك- (وكنا قد ذكرنا ونحن نتحدث عن عائلة أبو خاص أن الملك فاروق قام بتزويج 30 شابا من الواحات أثناء زيارته لها عام 1947 )، وهو ما اتفق عليه أبناء الزواينة، وأضافوا بأن الملك أعطى لكل شاب تزوج فى هذا اليوم -بعدما دفع لهم ثمن مهورهم- «جنيه سلطانى» زيادة فى الكرم.
واجبات العزاء متقاربة عند أهل الواحات، ولا يتحمل عندهم أهل المتوفى شيئا، من وقت حدوث الوفاة مرورا بتكفين الميت ودفنه وانتهاء بأخذ واجب العزاء، فالترابط سمة أهل الواحات عموما، وهم يعتبرون حالات الوفاة تحديدا استثناء لا يجب أن يشعر فيه أهل المتوفى بأى نوع من الإرهاق المادى، فهم يرون أن ظروفهم لا تحتمل سوى مساندتهم والوقوف إلى جانبهم، وفى الوقت نفسه هم مدينون أيضا برد هذا الجميل عند حدوث حالات مشابهة -لا قدر الله- لدى جيرانهم.
«حميدة أبوعمار» من أشهر مقرئى الواحات، لكن بعض العائلات تستعين بمقرئين من العائلة، حيث توارثوا قراءة القرآن، مثل عائلة الشيخ فليح، ومن المشهور عند أهل الواحات أن من يذهب لتقديم واجب العزاء، لا يستطيع دخول «شادر» العزاء إلا بعد انتهاء المقرئ من قراءته ما دام قد بدأ فيها، حتى لو انتظر خارج «الشادر» لحين انتهاء المقرئ، وعادة لا تطول القراءة حتى لا يشق المقرئ على المنتظرين خارج الشادر.
الملك السنوسى حين قدم إلى الواحات، وعاش مع أهلها فترة، منح رجاله بعض أهل الواحات عددا من الألقاب، فمنحوا لقب «سيدى» لخمسة رجال منهم الشيخ فليح، ومن الزواينة عبدالمجيد.
«القصر» و«الباويطى» لا تفصل بينهما أى حدود أو فواصل رسمية إلى وقتنا هذا، لكن أهل الواحات يعرفون الحد الفاصل بينهما، ويميزونه بأحد أعمدة الإنارة!، ومما قاله أفراد «الزواينة» إنهم سمعوا من آبائهم حكاية حول شخص يدعى أحمد أبو حسين، كان قوى البنيان، وكان الوحيد فى الواحات الذى يستطيع حمل الأحجار الكبيرة وتنحيتها عن الطريق أو الأراضى الزراعية، وذات مرة حدثت «خناقة» بين عائلات القصر والباويطى، فدخل «أبوحسين» إلى مقر «عمدية» القصر وخطف أحد أفرادها، وكان للزواينة قريب معروف عنه الشجاعة والقوة هو «أحمد أبودياب»، وهو مقيم فى المنيا، وعندما علم بما حدث جاء إلى القصر، وضرب كل من اعترض طريقه حتى إنه كان يضرب أهل القصر دون أن يعرف، فمن قال له «باويطى» يضربه، ومن قال «قصر» يتركه، واستمر فى ذلك حتى وصل إلى عمدة الباويطى «أحمد عويس» فضربه، ردا على ما فعله أبو حسين فى «القصر».
لمعلوماتك...
>> الواحات البحرية ..قبل عام1940 كانت الواحات البحرية تتبع محافظة المنيا، ثم تحولت تبعيتها إلى محافظة الصحراء الغربية، التى كانت تضم مطروح والسلوم وسيوة والفرافرة والواحات البحرية، حتى عام 1970 ثم انضمت إلى محافظة الجيزة، قبل أن تنضم أخيرا إلى محافظة 6 أكتوبر عقب صدور القرار الحكومى الأخير بتحويل مدينتى 6 أكتوبر وحلوان إلى محافظتين جديدتين.
>> بارزون من العائلة...
- محمد عبدالمجيد (1926) عميد العائلة
- مهندس عادل عبدالمجيد مدير عام الرى
- محمود رجب يوسف، عضو مجلس محلى
- توفيق صالح شعبان، عضو مجلس محلى
- عمار عبدالغنى، مدير عام البريد
- حمودة أنور، عضو مجلس محلى محافظة
- داليا الزوينى، عضو مجلس محلى محافظة.
القضاء العرفى ألزم كبيرها بترك «ليبيا».. فاستقر فى الواحات وأسس واحدة من كبرى عائلاتها
الزواينة..عائلة شاعر القذافى
الخميس، 08 أكتوبر 2009 09:04 م
الزميلان الجالى وفياض مع أبناء العائلة.. وحديث مشوق بنكهة الشاى الواحاتى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة