تجربة جديدة ومختلفة أن تجلس5 أيام مع 6 سيدات ينتمين إلى عوالم مختلفة وثقافات متنوعة ومتباعدة، يجتمعن ليشاهدن أفلاما من أمريكا وإنجلترا والبيرو ومصر والمغرب وسوريا وتونس والبوسنة وغيرها من دول العالم ليكتشفن عوالم مختلفة معا، كما يتعرفن على أشياء جديدة بعضها يتعلق بالآخر ذلك المجهول دائما، والذى تتحسس خطاك وكلماتك قبل الاقتراب منه خوفا من الفهم الخاطئ فى أغلب الأحيان لذلك تكون هناك دائما حالة من الترقب وتساؤل تلمحه فى كل العيون الأول يتعلق بمن سيبادر؟ والثانى يدور حتما حول كيف يرانى الآخر؟
أتحدث هنا عن تجربة مشاركتى فى عضوية لجنة تحكيم المهرجان الدولى لفيلم المرأة بمدينة سلا المغربية والذى يعد المهرجان العربى الوحيد الذى يحتفى بالنساء وإبداعاتهن مع مهرجان شاشات والذى يعقد فى رام الله، وكل شىء فى هذا المهرجان يعطى الأولوية للمرأة بدءا من عرض إبداعاتها سواء التى تقدمها النساء عن قضاياهن أو يقدمها الرجال عنهن، وصولا إلى تكريمهن فى جميع العناصر الفنية، وتشكيل لجنة تحكيم جميع أعضائها من النساء.. ومثلهن هذا العام الممثلة الألمانية «أيزولد باث» والتى عملت مع كبار المخرجين ومنهم السويدى «أنجريد برجمان» والفرنسى «كلود شابرول» والألمانى «فاسبندر» والمخرجة الأيسلندية الفرنسية «صولفييك أنسباش» والمخرجة الفرنسية «ساندرين راى» والجزائرية «يامنه الشويخ» والمغربية «إيمان المصباحى» والتى درست السينما فى مصر، وأيضا تعد من أهم الموزعين الذين لعبوا دورا كبيرا فى إعادة توزيع الفيلم المصرى بالمغرب، ومصممة الأزياء الأمريكية «دانا شوند».
التجربة ممتعة حقا تضمنت مناقشات ثرية، واكتشاف ثقافات ومجتمعات من خلال الأفلام والنساء المشاركات فى اللجنة، حيث يبدو أن الهم النسائى والمشاعر الأنثوية متقاربة رغم اختلاف التفاصيل ولكننى فى الوقت نفسه أعترف بأنه كما تبدو الجمل ثقيلة عندما تكثر بها «نون النسوة» سواء عند كتاباتها أو نطقها إلا أن أيضا اختيار لجنة تحكيم من النساء فقط يعد أمرا شديد الصعوبة وبه الكثير من الفصل التعسفى مابين عالمى الرجل والمرأة، حيث يحوله إلى ذكورى ونسائى، كما أن الأمر يحمل تناقضا بالنسبة لى، فمادام المهرجان يسمح بمشاركة الأفلام التى يقدمها الرجال عن قضايا النساء؟ فلماذا لا يسمح بمشاركة رجل أو اثنين على أقصى تقدير فى لجنة التحكيم وتكون الأغلبية للنساء، خصوصا أننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك كما كثيرا من المخرجين الرجال الذين استطاعوا أن يقدموا عوالم النساء بشكل ساحر، ومنهم الإسبانى ألمودوفار، وفى مصر محمد خان.
وأعتقد أن وجود الرجل ضمن لجنة تحكيم مهرجان يحتفى بالمرأة يضيف إليه ولا يقلل من ثأثيره وفاعليته لأنه قد يصبح مثل رمانة الميزان.
فاصل
عندما نقلت من خلال صفحات «اليوم السابع» ما حدث فى مهرجان فينسيا حول غضب الفنان عمر الشريف من الفيلم كنت أقوم بجزء من مهمتى الصحفية فى نقل ما حدث فقط، ولكن يبدو أن الأمر تحول عند البعض إلى أن هناك مؤامرة وسوء نية؟ لا أفهم لماذا ونحن سبق واحتفينا بالعمل على نفس الصفحات بمجرد الإعلان عن اختياره.. فهل نقل الحقيقة أصبح مؤامرة؟ ولماذا الخاسرون دائما يرددون أنهم يتعرضون لمؤامرة؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة