1 سرطان مفاجئ فى الزجاج الأمامى لطائرة «خاصة» من طراز سسينا، بعد ساعة و23 دقيقة، دفع قائدها إلى الهبوط فى مطار الأقصر، بدلا من التوجه إلى إريتريا، كان على متن الطائرة رئيس المخابرات عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ما حدث وصفه وائل المعداوى (من شركة سمارت أفيشن) بأنه «حادث طبيعى»، بينما قال المهندس عبدالعزيز فاضل رئيس شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية «إن العناية الإلهية أنقذت الطائرة من الانفجار»، عندما قرأت الخبر فى روزاليوسف الجمعة الماضى لم أصدق، لأن الطائرة «خاصة»، والرجلين المهمين ليسا فى نزهة، ولكنهما فى رحلة عمل، وتساءلت: هل بهذه البساطة تدار الأمور، وهل الدولة المصرية «بجلالة قدرها» لا تمتلك طائرات مأمونة تقل مسئوليها الكبار ؟ فى الوقت الذى تخصص فيه طائرات عسكرية لنقل لاعبى كرة القدم فى المباريات الحساسة، وزارة الطيران قررت بشكل روتينى تشكيل لجنة لبحث سبب الحادث، وستعرف بعد الفحص والمعاينة أن سرطانا أصاب الزجاج الأمامى، وكأن البشرية عاجزة عن اختراع زجاج للطيران يقاوم السرطان؟!، ما حدث يعد سابقة خطيرة، ومفزعة، وتدفعنا إلى السؤال البرىء: ما «كينونة» الشركة التى يلجأ اليها رئيس المخابرات ووزير الخارجية فى بلد ما عندما يكونان فى رحلة عمل؟
2 ذهب أوباما وميشيل إلى كوبنهاجن فى رحلة استغرقت خمس ساعات للوقوف إلى جوار شيكاغو فى انتخابات الاتحاد الأوليمبى، ميشيل أوباما ألقت خطابا عاطفيا، وتم صرف خمسين مليون دولار فى حملة دعائية للمدينة، ذهب ملك إسبانيا للوقوف إلى جوار مدريد ورئيس وزراء اليابان للوقوف إلى جوار طوكيو، لأن كل مدينة تسعى لاستضافة الأوليمبياد عام 2016، وكسبت ريو دى جانيرو، ولم يقل عمدة شيكاغو إن المخابرات البرازيلية انتشرت فى شوارع كوبنهاجن للإطاحة بأمريكا، مدينة أوباما حصلت على 18 من 94 صوتا، وقيل فى سياق الكلام إن البيت الأبيض فقد هيبته، وهزم الرئيس الأمريكى أوليمبيا، وقال مكرم محمد أحمد «اللهم لا شماتة»، ولم تطالب المدن الخاسرة بالانسحاب من الأمم المتحدة ومن الجامعة العربية ومن اللجنة الأوليمبية ومن جمعيات النيل الاستهلاكية (على حد تعبير حسن المستكاوى فى الشروق ).. ولكن عاصمة راقصى السامبا رقصت حتى الصباح، لأنها ستجر البشرية لأول مرة فى التاريخ إلى أمريكا الجنوبية لكى تعبر عن أشواقها، من خلال المنافسة.. واللعب النظيف.
3 الجمهور المصرى صعد بفريقنا إلى دور الـ16 فى كأس العالم للشباب، لأنه يحتاج إلى الفرح، لا تستطيع أن تقول إنك تشجع فريقا ضعيفا، ولا تستطيع أيضا أن تعتبره قويا، هو فريق غامض إلى حد ما، تحبه بإخلاص ولا تثق فيه، تصدر المجموعة ببركة دعاء الوالدين، وربما يصل إلى المربع الذهبى، المدير الفنى سكوب (الذى تشعر أنه كيميائى فى معمل منذ الحرب الباردة) لعب أمام إيطاليا مباراة كبيرة، تؤكد أن شخصا آخر كان يدرب الفريق الوطنى أمام بارجواى، أنت أمام شباب تحت العشرين مندفع فى الهجوم، متراخ فى الدفاع، يريد أن يفعل كل شىء مرة واحدة، وعندما يعود (فى الهجمة المرتدة) تشعر أنهم يهربون من زلزال ضرب شارعهم، لم يتم تدريبهم على محبة الآخرين (من زملائهم) كل واحد منهم على حدة موهبة كبيرة، ولكنهم معا لا يفهمون فى الموسيقى، كان ينبغى أن يتعلموا الموسيقى، نريد أن نفرح بهم وهم يعزفون الألحان، المباريات الثلاث الماضية كانت دروسا قاسية لهم فى مسيرتهم مع اللعبة، وعليهم لكى يردوا الجميل للجمهور الذى انتخبهم أن يلعبوا معا ويتحرروا، من أجل اللعب ومن أجل الفوز ومن أجل الفرح، نحن لم نطلب منهم معجزة، نريد فقط أن نثق فى شباب تحت العشرين «يلاعب» شبابا تحت العشرين.. على أرض مصر.
4 فى مثل هذا اليوم من 1973 انتصرنا، انتصرنا بالفعل، وأحرزنا أهدافا لا مثيل لها، وطردنا أعداءنا.. ولا نعرف لماذا لم نتخلص بعد من الإحساس بالهزيمة؟