قليلون يمكن القول إنهم غير مهتمين بالأنباء أو الشائعات عن التعديل أو التغيير الوزارى، وكثيرون يبدون غير مهتمين بالموضوع، وسرعان ماينخرطون فى نميمة التغيير، وتقليب مايتوفر من معلومات.
اختيار الوزراء وتغييرهم يبقى من المناطق الصماء فى السياسة المصرية. لاتعرف بالضبط لماذا جاء فلان أو لماذا ذهب علان، لأن الذين يعرفون قليلون جدا، وأحيانا يكون كل واحد عارفا بجزء من المعلومة جاهلا بالجزء الأكبر، والرئيس يعرف أكثر.
الشائعات لاتخرج فقط من على المقاهى أو جلسات النميمة، لكن أيضا من داخل المطبخ، أو المطابخ. وهو أمر يعتبره المتحكمون نوعا من الاستقرار، وفى الدول الحديثة دليل تسلط.
كم مرة سمعنا شائعات عن التغيير، أو التعديل الوزارى، هذه الشائعات ارتبطت باستقالة وزير النقل محمد منصور، وتكررت فى أعقاب استقالة وزير الرى السابق محمود أبوزيد.
كلما التقى الرئيس بشخص يتم ترشيحه فورا لمنصب وزير أو رئيس وزراء، وعندما التقى الرئيس بوزير البترول سامح فهمى الأربعاء الماضى رشحه البعض لوزارة النقل، أو لرئاسة الوزراء، وهناك من رشح يوسف بطرس غالى، ومن توقع استبدال وزيرى التعليم والتعليم العالى، بصرف النظر عن منطقية الطرح أو عدم منطقيته، فنحن فى منتصف العام الدراسى، وهناك خطط لأنفلونزا الخنازير يتخذها البعض مبررا، ويراها آخرون مانعا.. وحتى اللقاء الروتينى بين رئيس الوزراء والرئيس يتحول إلى مشروع نميمة. وعلى أكثر من وجه، إما أن الرئيس يستعرض الأسماء المرشحة، أو يخبر رئيس الحكومة بأنه راحل، وكل الاحتمالات واردة أو غير واردة.
بعض من يتهمون النظام والأجهزة بابتكار شائعات لشغل الناس، أول من يساعد وأحيانا يستمتع بنشر الشائعات، ويخجل البعض من القول إنه لا يعلم، لهذا تتحول الشائعات إلى تحليلات منسوبة لمصادر غالبا تكون مطلعة أو عليمة ومجهولة وفى أحيان تكون من صغار الموظفين الذين يتيح لهم عملهم رؤية جزء من الصورة، والنتيجة هو مزيد من الأقوال والشائعات، قد تقترب أو تبتعد عن الحقيقة، وهذا ليس خطأ النمامين، بقدر ما هو أحد عيوب النظام المغلق، الذى لا يجد لنفسه ميزة إلا احتكار المعلومات والتقارير.
وفى أحيان كثيرة تأتى الاختيارات بعيدة عن التوقع، كان اختيار الدكتور عاطف عبيد مفاجئا لكثيرين، مثلما كان اختيار الدكتور نظيف نفسه، بل هناك من خرج ليؤكد أن نظيف رئيس وزراء لمرحلة انتقالية، ومرت خمس سنوات ظل فيها رئيسا للحكومة، وهناك توقعات باستمراره، مما يجعل من الصعب اعتبارها انتقالية، ثم إننا فى مرحلة انتقالية منذ ربع قرن على الأقل.
لكنها متعة استهلاك الشائعات، وأن نحيا لبعض الوقت فى موقع من يعرف مع أننا لا نعرف أكثر مما يعرفه الناس، ونقول لهم ما يعرفونه، منسوبا لمصادر لا يعرفونها. وإذا كنا نعجز عن توقع حكومة، فهل يمكن أن ندعى إمكانية معرفة رئيس!!