من شهر تقريبًا، وكل المصريين تقمصوا دور «المعلم» حسن شحاتة، وبدأوا فى وضع خطط لمباراة الجزائر.. «بركات فى اليمين ولا فى النص، وفتحى مساك ولا باك، وزيدان فى الهجوم ولا فى الوسط»، أسئلة كثيرة تدور فى ذهن كل متابع للمباراة.
لكلٍ رؤيته، ولكلٍ وجهة نظره الخاصة، وتبقى الكلمة الأخيرة للمعلم فى تحديد الأسماء التى ستخوض مباراة 14 نوفمبر المقبل، والطريقة التى سيلعب بها أمام الشيخ سعدان.
من وجهة نظرى، كمشجع قبل أن أكون محللًا رياضياً، وكمواطنٍ مصرى يفكر فى الفوز وبفارق كبير من الأهداف، فإن مفتاح النصر سيكون فى الدفع بكل اللاعبين الذين يمتلكون «قدرات» خاصة، لأن حصون الجزائر الدفاعية مفاتيحها فى أقدام الخماسى.. محمد أبوتريكة ومحمد بركات ومحمد زيدان وعماد متعب وعمرو زكى منذ الدقيقة الأولى، وعدم الاحتفاط بأى منهم على مقاعد البدلاء.
الدفع بهذا الخماسى منذ الدقيقة الأولى له مميزات نفسية وفنية، النفسية تتمثل فى «إرهاب» لاعبى الجزائر داخل الملعب، وتأكيد أن المنتخب المصرى سيلعب بكل ثقله فى هذه المواجهة، فالمنتخب الجزائرى يحسب لأبوتريكة بمفرده ألف حساب، ووفقًا لمعلوماتى فإن الجهاز الفنى لـ «الخضر» بقيادة سعدان ومساعده زهير جلول وضعا خطة محكمة لإيقاف «الساحر» المصرى كالتى طبقها فى مباراة الذهاب، بتكليف اللاعب الذى يتواجد أبوتريكة أمامه بالضغط عليه وعدم ترك مساحة للتحرك، وإذا تواجد تريكة وبجانبه زيدان مع متعب وزكى وبركات فإن العبء النفسى سيزداد على سعدان وأبنائه فى الملعب.
والفائدة الفنية، بديهية للجميع، وهى تهديد مرمى قواوى بأكبر عدد ممكن من الهجمات، وتكثيف التواجد الهجومى فى منتصف ملعب الجزائر منذ الدقيقة الأولى من المباراة، وهذا الخماسى يمتلك من الحلول ما يُمكّنه من إمطار شباك قواوى بأهداف كثيرة.
وتواجد هذا الخماسى، فى منتصف ملعب الفراعنة لا يعنى إهمال الجانب الدفاعى، أو التقليل من قيمة اللاعبين الآخرين فى تأمين منتصف الملعب، ولكن الفاعلية الهجومية والتفكير فى تسجيل أكبر كم من الأهداف هى الشاغل الأكبر، وهى الضمان الوحيد لعدم اهتزاز شباكنا فى هذه المباراة.
فاصل أخير
لا يمكن فى مثل هذه المواقف، الفصل بين مهنتى التى أعشقها كمحلل كروى، وبين انتمائى لمصر التى تربيت فيها وعشقت كل ذرة فى ترابها، وأرجو من الإخوة الأشقاء فى مختلف البلاد العربية ألا يصيبهم أى «ضيق» من تأييدى المطلق لمنتخب بلادى فى هذه المباراة، الآن سأخلع ثوب المحلل وسأرتدى ثوب المشجع الذى يتشوق لرؤية واحد من أفضل أجيال بلاده فى كأس العالم، الآن ومن كل قلبى أؤكد أن «حلم العمر» بالنسبة لى أن تتأهل مصر لكأس العالم، ووقتها سنقول للأشقاء فى الجزائر «فرصة أفضل فى كأس العالم 2014».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة