جمال الشناوى

الشيخ أسامة

الخميس، 19 نوفمبر 2009 10:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أعرفه نهائيا.. ولن أسعى للتعرف عليه.. لكنه دليل عملى على حيوية التغيير الذى ننشده فى بلادنا.. منذ سنوات والتليفزيون المصرى يعانى من جمود.. وبطء وغياب الرؤية، واعترف أننى كنت تقريبا أقاطعه.. لم يشدنى التعامل الإخبارى، ومتابعة الأحداث التى تتلاحق كل يوم.. حتى البرامج الرياضية التى كان يقدمها التليفزيون كانت متخلفة.. يقدمها أشباه مذيعين يعانون الجهل.. وتحكم عقليتهم الاتحاد الاشتراكى.. ويتعاملون بعقلية الموظف الذى يتفنن فى اختلاق الأعذار حتى لايعمل.فقبل أذان الظهر بساعة يغادر مكتبه إلى الوضوء.. ويستمر ساعة أخرى فى الصلاة. ويخرج منها ليستعد للانصراف وهو يلعن الحكومة التى لا تزيد راتبه.. ويظل يضيع الوقت حتى ينتهى يومه بدون عمل.

ترهل التليفزيون المبنى الضخم الذى يضم أكثر من 36 ألف موظف.. وتوافقت القيادات العتيقة التى تربت على نظرية كله تمام.. فقط بالتعتيم وتزايدت ديون التليفزيون وتضاعفت أكثر من مرة.. ومن يذهب إلى بنك الاستثمار القومى يتأكد من المبالغ الضخمة التى يسحبها التليفزيون على المكشوف وهى بالمليارات.. وليت هذه الأموال كانت تذهب لخدمة المواطن المالك الأصلى لتلك الأموال والتليفزيون أصلا.

تعرض المواطن البسيط صاحب الليلة إلى عملية نصب ووصاية لسنوات.. وكان المذيع أو مدير التليفزيون.. يعرف مصلحته أكثر منه.. وبأسلوب مستفز كان يستعرض المذيعون جهلهم وغباءهم على الشاشة.. وأتحدى مسئول الإعلام الأول الأستاذ أنس الفقى، أن يعرض لنا معدلات المشاهدة.. بعيدا عن الاستطلاعات الملفقة والمفبركة فى دهاليز المصالح الإعلامية الحكومية.. والصحف القومية.. فاستطلاعات الرأى تذهب إلى رؤساء تحرير لا يختلفون كثيرا عن أقرانهم الجاثمين على صدورنا.. والجالسين فوق تل التليفزيون الخرب..
حتى بدأت أسمع بالمهندس أسامة الشيخ.. فلاحظت حراكا على الشاشة.. وجوها لا تحتمل توارت ليس بفعل الخجل الذى تفتقده.. ولكن بفضل تدخلات الشيخ أسامة.. الذى أعاد خبرات هجرت المبنى...أسامة الشيخ هذا استطاع أن ينافس القطاع الخاص والفضائيات.. فتجد حفلات مهمة يحصل عليها حصريا على قنوات التليفزيون المصرى.. وتجد نجوما فى الرياضة والفن والسياسة، باتوا يفضلون الذهاب إلى ماسبيرو.. قبل رغبتهم فى التوجه إلى مدينة الإنتاج الإعلامى حيث الفضائيات.. أسامة الشيخ رئيس الاتحاد يستحق كل الشكر.. والتقدير على ما فعله.. الرجل الذى أحدث الثورة داخل قلعة التخلف.. وتستطيع الآن أن تفخر وأنت تجلس أمام التليفزيون المصرى.. ولكن الخوف هو من الغيرة التى بدأت تتسرب إلى القيادات العليا من أسامة الشيخ.. فقد سمعت همسا أن مسئولا شعر بالقلق بعد تألق النجم أسامة الشيخ.

التجرية الجديدة التى نجحت بامتياز فى التليفزيون.. يجب أن تتكرر فى قطاعات إعلامية حكومية أخرى.. أحد أهم أسباب ضيق أفق الجميع كان القيادات السابقة فى التليفزيون، وتمتعها بقدر كبير من الفساد المالى والإدارى والأخلاقى.. إضافة إلى الفساد العقلى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة