جمال الشناوى

فرصة أخيرة

الجمعة، 27 نوفمبر 2009 09:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما حدث فى الخرطوم يكشف عن خطيئة المسئولين فى مصر.. ويعكس أن مفهوم الواسطة فى مصر بات متجذراً فى بلدنا بشكل كبير حتى بات رمزا للفساد فى كل شىء.. والدليل على ما أقول هو نوعية المشجعين الذين سافروا للجزائر.. كل الجهات التى نظمت رحلات إلى الجزائر نسيت أهم شىء وهو أن كل الجهات نسيت جمهور الدرجة الثالثة.. الجمهور الحقيقى لكرة القدم.. طائرات وزير الإعلام والطيران والحزب الوطنى امتلأت بالشباب المحظوظين أبناء الكبار.. من موظفى المؤسسات الاقتصادية الكبرى.. الذين تمتعوا أيضاً بالواسطة للفوز برواتب ضخمة تصل إلى عشرات الآلاف من الجنيهات.. الواسطة كانت شرط السفر إلى السودان للتشجيع باسم مصر.. هؤلاء المسافرون جميعا انتزعوا فرص الجمهور الحقيقى.. ولم يشاهدوا فى حياتهم مباراة كرة قدم فى الملعب.. باستثناء بعض الفنانين.. كلهم جلسوا فى الاستاد وكأن على رؤوسهم الطير.. صامتون زائغة عيونهم من إرهاق السفر فهم كما قال المطرب سعد الصغير.. شباب الأيس كريم.

كل مهمتهم فى الحياة الاستحواذ على الفرص المتاحة فى مصر.. حتى لو كانت فرصة السفر إلى السودان لتشجيع منتخب مصر.. فى حين أن الملايين من مشجعى الكرة باتوا يبكون ضياع فرصة السفر إلى السودان.

ماحدث فى الخرطوم سببه الوحيد شخصان الأول اسمه سمير زاهر.. والثانى هو رئيس الاتحاد الجزائرى.. فالصداقة التى جمعت الرجلين كانت على أسس غير طبيعية...جعلت سمير زاهر يفاخر باستقبال الجزائر للمنتخب المصرى.. وقال استقبلونا أحسن من استقبالنا فى مصر.. رغم ماحدث للمنتخب هناك.. وفى القاهرة قام روراوة بالرد على «طيبة» ومجاملة زاهر أفندى.. وتصاعدت الأحداث حتى وصلت إلى هذه الصورة المخيفة.

العوامل المشتركة بين حكومتى مصر والجزائر كثيرة.. فهما فى مركز واحد مشترك فى حجم انتشار الفساد بين موظفيها ومسئوليها.. حسب تصنيف تقارير الشفافية الدولية.. فالحكومتان.. سيطر عليهما الفساد فى التعامل مع المباراة.. وكادا يحرقان البلدين.. بتصرفات صبيانية من نوعية ترك الساحة الإعلامية للمراهقين على الجانبين.

حكومة الجزائر هى الأخرى تعاملت بتعصب لا يليق بالسياسيين.. فشقيق الرئيس الجزائرى هو الآخر قاد ميليشيات الانتقام من مجازر القاهرة فى الخرطوم.. وأخطأت حكومة الجزائر وسفيرها فى القاهرة انساق وراء الأجواء المسمومة فى القاهرة والجزائر والخرطوم.
أخيراً أتمنى من المسئولين المصريين توجيه حالة الانتماء غير المسبوقة إلى الاتجاه الصحيح.. وهو بناء بلدنا من جديد.. هى فرصة ذهبية للحكومة للتصالح مع الشعب.. واستغلال أجواء التوحد الوطنى.. التى يعيشها المصريون.. وعلاج آثار سنوات طويلة من الفساد الإدارى الذى قتل مشاعر الانتماء لمصر.. هى فرصة أخيرة للحكومة.. لتعى أن إعلامها الرسمى لم يعد كافياً للتقرب إلى الشعب المصرى.. فحرب الكراهية بين مصر والجزائر فجرها شباب الفيس بوك.. ومراهقو الإعلام بين البلدين.
اليوم فقط أشعر أن جمال عبدالناصر قد مات.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة