يبدو أن الحكومة ضاقت من مطالب الشعب التى لاتنتهى.. هى تتهمه بالافتراء.. وعدم صون النعمة التى تتمثل فى وجودها، وهذا يكفى أن يصطف العمال فى المصانع.. والتلاميذ فى المدارس والفلاحون فى الحقول.. ليهتفوا بحياة الحكومة.. والوزراء.
مثلا وزير السياحة فى الحكومة.. ينتظر عمال الفنادق والقرى السياحية أمام باب وزارته فى طابور طويل يسد عين الشمس.. ليقبلوا يد الباشا على «سهراته» التى تمتد حتى مطلع الفجر.. على راحتهم. رغم أن المشكلات تهدد مستقبل السياحة فى مصر.. وخصوصا الدعاية المضادة التى ينقلها السياح عن مصر بعد كل رحلة لهم إلى بلادنا.
وزير التضامن هو الآخر.. الذى فشل حتى فى إدارة الأفران ولولا تدخل القوات المسلحة والشرطة للقضاء على طوابير الخبز.. لحدث مالا تحمد عقباه.. ومات الناس جوعا خصوصا الفقراء والبسطاء منهم.. ومازال أصحاب المخابز يتهمونه حتى الآن بعدم تطبيق الاتفاقات التى أبرمها معهم.. حتى اختفى تماما الخبز المدعم.. الوزير يفضل أن تنتقل طوابير الخبز إلى باب الوزارة، ليهتف له الجائعون عاش الباشا عاش.
الحقيقة أننى أرى أن هناك عددا من الوزراء لايقل عددهم عن أربعة سوف يكون مسموحا لهم بتقديم استقالاتهم.. وإذا لم يفعلوا فسوف يكون الاستغناء عن خدماتهم إن وجدت- أمرا حتميا لتجديد دماء حكومة نظيف.. الحكومة الأطول عمرا، وبات الرجل ينافس الدكتور صدقى، فى طول فترة رئاسة الحكومة.
باختصار السادة الوزراء والمسئولون هذه الأيام، يرددون مقولة أن الشعب المصرى كسول.. ولسه بدرى عليه حتى يتذوق طعم الديمقراطية.. أى أنهم كارهون للناس.. ولا أعرف سببا لاستمرارهم فى مناصبهم.
مشاريع وهمية على مايبدو تلك التى يحدثوننا عنها كل صباح.. ولا نشعر بها ولا تصل ثمارها إلى السواد الأعظم من الشعب.. الذى يعانى كل صباح فى تدبير شئون يومه المالية.
الحكومة يبدو أن مشروعها الأكبر هو استبدال الشعب المصرى بآخر من أوروبا.. وهو مشروع يخفف المعاناة عن كاهل الوزراء ويجعلهم.. أكثر ابتساما.
ومالايفهمه السادة الوزراء أن كل شباب هذا الوطن يكرهون الحكومة أيضا والدليل.. هوس السفر إلى الخارج.. فرارا من ضيق ذات اليد والعقل والقلب.. فلا عمل ولا أمل ولا حتى فرصة لمشاعر سوية يعيشها الشباب.
الشعب بما فيه 75% من أعضاء الحزب الوطنى لم يعد لديهم ثقة فى الحكومة.. ولا أمل فى مستقبل يعيشونه.. بدليل هجرة 10% من الشعب.. وانتظار أكثر من نصف الشباب فرصة الهروب.
أنا.. ضد سياسات السادة الوزراء.وكل ما أرجوه هو أن يعرفوا أن هناك ثقافة الاستقالة.. من يجد فى نفسه عدم القدرة على العطاء.. عليه أن ينصرف فى هدوء، وفى هذه الحالة فقط سيحترم الشعب حكومته.. مثلما احترم الناس الوزير محمد منصور.. وربما وقتها يقبل الشعب التعايش معها على الحلوة والمرة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة