يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «النظافة من الإيمان» والنظافة المقصودة هنا هى النظافة بمعناها المطلق الذى يشمل نظافة اليد ونظافة الفعل وحتى نظافة الفكر من المشوشات والأوهام والأكاذيب بكل أنواعها، ومن الأفكار الضارة التى يوسوس بها شياطين الإنس والجن كالسرقة والنهب المستتر ومن الغش وأخذ ما لا يستحق وإخفاء حقوق الغير، ثم الاستيلاء عليها ونهب أموال الدولة والشعب ورفع شعار: «على قد فلوسهم» أو رفع شعار الحاجة وضغوط الحياة، ومن المؤكد أن إحسان العمل وإتقانه من النظافة والإهمال، وعدم إتقان العمل، ليس لهما دخل بالنظافة، وبالقطع أيضا إلقاء القمامة وعدم جمعها هو من القذارة لأن الضرر يعم ويهدد ويضر الناس بكل طوائفها الغنى والفقير والصغير قبل الكبير، ومن النظافة أيضا الضمير الحى واليقظ الذى يجعل الفرد يرى أن أفعاله صغرت أم كبرت فالله يراها ويحاسب عليها فى الدنيا والآخرة.. فى الدنيا بمصائب تصيبه بصورة ظاهرة أو بصورة خفية وبكوارث تدمره نفسيا وعقليا فيضل ويتخبط ويلعن فى الأرض وفى السماء، ومن الحكمة والبصيرة الفهم العام والشامل والصحيح لوحدة الأمة وهو أن أفعال الأفراد تحدث أثرا فى الأمة مهما صغر الفعل أو كان غير مرئى أو غير ظاهر للعيون.. إن كان ضرا ضر وإن كان حسنا نفع.
ومن النظافة أيضا غض البصر وعفة اللسان وعدم نشر الرذيلة المعنوية والحسية، إن المسلم الصحيح نقى تقى محب لله وللمجتمع المحيط به لا يضر وبالتالى لا يضار لا يخدع ولا يقبل الخديعة كله سلم وسلام. والسلام لا يتحقق إلا بإصلاح ذات البين أى إصلاح ما بينه وبين نفسه أى لا يعيش الإنسان فى تناقضات وأكاذيب وأوهام ثم إصلاح ما بينه وبين الناس جميعا بأن يكون نافعا ونورا يرى به فى الظلام..
ومن البصيرة أن يفهم الإنسان أنه من ضمن المعانى الكامنة (كما قال سيدى محيى الدين بن عربى) فى الحديث النبوى الذى يطلب من الإنسان غسل اليد قبل الأكل وبعده هو التسليم لله بعد وقبل العمل بأنه فعل ما فعل بإخلاص وفى ذات الوقت حبا فى الله ورسوله مؤكدا لا حول ولا قوة إلا بالله، والطعام هنا هو كل ما يدخل جوف الإنسان سواء كان حسيا أو معنويا، فإذا كان داخل الجوف طيبا كانت الثمار طيبة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة