يقولون: إن الفتنة أشد من القتل، والكذب هو أحد العناصر الأساسية التى ترتكز عليها الفتنة، فهو يزيف الحقيقة، وبالتالى يصيب وعى الناس فى مقتل، ومن ثم: يحدث ما لا يحمد عقباه من بناء أحكام غير صحيحة على وقائع مزورة، وعندما يضبط أحد المسئولين مرتكبا لفعلة كهذه، فعلى الأقل وجب كشف سلوكه غير الأمين، وهو ما ينطبق الآن على مسئول مثل أحمد مجاهد الذى يرأس هيئة ثقافية مهمتها الارتقاء بوجدان ووعى وسلوك وثقافة الجماهير، من خلال الخدمة الثقافية الراقية والقيادة الإدارية المخلصة والقادرة.
أولا: ففى حديثه لموقع اليوم السابع بتاريخ 12/12/2009 أدلى بتصريحات كثيرة كاذبة بخصوص بعض الأمور المتعلقة بالعمل فى الهيئة، وسأركز على ما يخصنى منها، فهو مثلا: يبرر إقالتى المتعسفة والمبيتة والمدبرة من رئاسة تحرير مجلة "قطر الندى" ببلوغى سن التقاعد الوظيفى رغم أنه يعلم تمام العلم أن هذا لا ينطبق إلا على عملى السابق كمدير عام للقصور المتخصصة، أما رئاسة التحرير فلا صلة لها بذلك، بدليل أن هناك زملاء لى من رؤساء تحرير بقية سلاسل النشر بالهيئة ممن تجاوزوا الستين، سواء من أبناء الهيئة السابقين أو من خارجها.
ثانيا: أما بخصوص ما ذكره عن انخفاض مستوى توزيع المجلة فى عهدى، فأحب أن أذكره بخطاب الشكر الذى أرسله لى مع قرار الإقالة، والذى يشيد فيه بارتفاع مستوى التوزيع وبلوغ المجلة مستوى رفيعا من الجودة، فهل كان صادقا أم ماذا....؟
ثم إن المجلة شهدت توزيعا عاليا بالفعل، حيث إن المطبوع منها كان 9000 نسخة، يتم تزويد مكتبات وزارة التربية والتعليم بــ5000 نسخة، و1000نسخة لمكتبات المجلس القومى للشباب، و500 نسخة توزع بمعرفة الهيئة مجانا على جهات مختلفة، كالشخصيات العامة والمؤسسات الصحفية والإعلامية، ولا يبقى فى السوق غير 2500 نسخة فقط، يتم توزيع المرتجع منها على مكتبات بيوت وقصور الثقافة.
أما بخصوص ما يزعمه مجاهد من ارتفاع نسبة توزيع المجلة فى آخر عددين، فأحب أن أخبره أن نسبة توزيع آخر عددين وهما 388، 389 لا تتجاوز 40%.
وجدير بالذكر أن التوجه القومى والوطنى للمجلة كان له صدى كبير فى المحيط العربى، بدليل أن إحدى شركات توزيع المطبوعات والجرائد والمجلات فى المغرب الشقيق طلبت تزويدها بــ2000 نسخة من كل عدد، وهو ما لم يتم حتى الآن، كما كانت إحدى شركات التوزيع فى السودان تقتنى 1000 نسخه من كل عدد، ولا أدرى هل توقف كل ذلك الآن، أم أنه مستمر.
ثالثا: أما بخصوص قيامى بنشر بعض قصائدى مرتين فى المجلة، فهذا يرتبط بفلسفة إصدار كل عدد، وخاصة عندما لا نجد مادة مناسبة لملف من الملفات، وكان ذلك فى أضيق الحدود، علما أنها لم تكن قصائد مدفوعة الأجر فى المرتين، وأتحدى مجاهد أن يثبت غير ذلك، فى حين أن من أتى بعدى مباشرة كان ينشر أعمالا سبق نشرها لمؤلفين ورسامين ماتوا منذ زمن طويل، بدون استئذان الورثة، أو دفع مستحقات لهم، بالإضافة إلى مهازل أخرى يعرفها مجاهد جيدا، ويكفى أن مجموعات كثيرة من شباب المبدعين فقدوا التشجيع والدعم الذى كانت المجلة تقدمه لهم فى أثناء رئاستى لها، وهوما يتناقض مع دور الهيئة العامة لقصور الثقافة لدعم المواهب الجديدة وليس استدعاء أرواح الموتى...!
رابعا: يتساءل مجاهد: لماذا يبقينى نظرا لادعائه بهبوط مستوى المجلة؟ وأحب أن أشير إلى أننى أحتفظ بخطابات تمجيد وإشادة أخرى عن المجلة للمستوى الرفيع الذى بلغته تحت رئاستى، والذى كان له صدى طيب فى وسائل الإعلام المختلفة، مما يجعل المرء يتعجب من هذا الرجل الذى بتناقض مع نفسه، فهل كان ينافقنى لعلمه باعتزاز الدكتور أحمد نوار بى أثناء رئاسته للهيئة، أم ماذا؟
خامسا: وهناك دلائل كثيرة على ارتفاع مستوى المجلة وأهميتها تحت أحمد عبد العزيز أحد أعضاء وفد اتحاد الأطباء العرب، ليبلغنى رئاستى، يكفى أن أذكر منها أنه قبل أسبوع من إقالتى، اتصل بى الدكتور شكر وتقدير الوفد للجهد الثقافى والوطنى الذى قدمته المجلة للتعاطف مع أطفال غزة من خلال إصدارها مجموعة أعداد عن الحرب الإسرائيلية على القطاع، مما كان له أثر كبير على الدعم النفسى للأطفال هناك، وطلب منى تزويده بنسخ جديدة لرحلاتهم القادمة إلى القطاع، ولابد أن نشير هنا إلى أو التوجه القومى للمجلة كان يتمتع بمؤازرة الدكتور أحمد نوار شخصيا، وهو ما توقف تماما بعد أن تمت إقالتى ولم تعد المجلة تقوم بدورها فى التثقيف السياسى والوطنى والقومى للأطفال، ولا الاهتمام بقضايا الأطفال المصريين المحرومين من الثقافة فى القرى والنجوع البعيدة عن العاصمة.
سادسا: والمؤسف أيها السادة أن هؤلاء الهابطين على وزارة الثقافة من أمثال مجاهد، يتعاملون مع القطاعات التى يرأسونها وكأنها (عزب خاصة)، فيبطشون بخصومهم تصفية لحسابات شخصية، بعيدا عن المعايير الموضوعية المطلوبة لمصلحة العمل، وهو ما حدث معى شخصيا، وهو ما اعترف به مجاهد بوضوح من سوء العلاقة بيننا، مما لا يليق أن يصدر من مسئول ثقافى، مهمته تحقيق أعلى مستوى من الإنجازات فى عمله وليس تفريغ الهيئة العامة لقصور الثقافة من أبرز القيادات والتى بلغ عددها 16 قيادة ثقافية معظمهم من المبدعين والمثقفين.
سابعا: أن من يتهم الآخرين بالإفلاس الثقافى والإبداعى، عليه أولا أن يسد النقص فى إفلاسه اللغوى والنحوى والإملائى، وأن يضبط لسانه عن سيل الشتائم والألفاظ المشينة مثل ( أنا مش كفتجى)، وغيرها، وأن يخبرنا: ما هى كنوزه الإبداعية الشعرية التى يدعى بها أنه ينتمى إلى زمرة الشعراء، أو كتبه للأطفال التى لا نعلم عنها شيئا، أو حتى مؤلفاته النقدية باستثناء رسالتيه للماجستير والدكتوراه.....!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة