نعانى فى مصر من أزمة «قاتلة»، تحوّل كل مبادرة للخير والحب إلى «وليمة» يتسابق عليها المنتفعون والمُزايدون وأصحاب المصالح الخاصة، يتفننون فى «تعكير» صفو كل محاولة للإصلاح بدعاوى فاسدة.
ومؤخرًا، حاول المنتفعون السير فى ركاب مبادرة «التهدئة» التى دعا إليها علاء مبارك نجل رئيس الجمهورية، فى محاولة لـ«تلطيف الأجواء» وإخراج مباراة الأهلى والإسماعيلى فى صورة حضارية تليق بالكرة المصرية.
المنتفعون والعباقرة، خرجوا علينا بتأويلات غريبة، ساروا فى ركاب المبادرة لكنهم لم ولن يفقهوا المغزى منها، فطالبوا الجماهير بالذهاب إلى استاد الإسماعيلية بأعلام مصر، وأن يحضروا الورود فى أيديهم، وزادت «السذاجة» فطالبوا الجماهير بالهدوء وعدم إثارة اللاعبين فى المباراة، وكنا ننتظر منهم أن يدعوا الجماهير المصرية أيضًا إلى عدم «رفع الصوت» حتى لا يتأذى النجوم وأن يكتفوا بـ«التصفيق» فى المدرجات.
وحتى نفهم الغرض من هذه المبادرة، كان يجب على العباقرة أن يسألوا أنفسهم.. لماذا دعا علاء مبارك إلى هذه الدعوة فى الوقت الحالى؟ ولماذا أصرّ على تأكيدها فى مباراة الأهلى والإسماعيلى بالتحديد؟
المبادرة، دعا إليها مواطن مصرى، «يفهم» طبيعة المرحلة الحالية التى تعيشها الكرة المصرية، ويوقن أن «العين» ما زالت على مصر، وأن محاولات التربص بالجماهير مازالت مستمرة حتى وقتنا هذا.
يعلم أن عين «روراوة» وأعوانه لم تنم بعد، وأن محاولات تشويه صورة «الكرة المصرية» بمعاونة بعض وسائل الإعلام العربية والعالمية قائمة إلى الآن.
إذن فطن العباقرة إلى أن مبادرة التهدئة جاءت فى هذا الوقت، كمحاولة لتلطيف الأجواء وتصحيح الأوضاع بعد أزمة مباراة الجزائر، لمَ دعوا إلى هذه التفاهات ولمَ طالبوا بالذهاب إلى الاستاد حاملين الورود؟.. لأن هناك فارقا بين أن ندعو إلى «الالتزام» والتركيز على إظهار الروح «الوطنية» فى هذه المباراة، وبين أن نطالب الجماهير بالتخلى عن أساسيات التشجيع التى تحفز اللاعبين وتكسب المباراة قدرًا من الندية والتنافس.
فاصل أخير
أفسد قطاع من النقاد و«المهللين» المُبادرة الذكية بدعوتهم إلى «التشجيع المظهرى» ليذكرونا بجماهير «النايتى» التى ذهبت لتساند المنتخب فى السودان فكانت الكارثة.. كان عليهم أن يفقهوا أولاً الفارق الكبير بين التشجيع بحرارة وقوة وبين الخروج عن اللائق والمألوف، ثم يعلموا ثانيًا أن «فسادهم» أصبح مكشوفًا للعيان، وأن غباءهم الاستثنائى يقودهم إلى «سخرية» الجماهير والعقلاء منهم.
نحتاج فى مصر، إلى تصحيح المفاهيم أولاً قبل أى دعوة أو تهدئة، نحتاج أيضًا أن يقوم الإعلام المصرى بدوره فى «توجيه» الرأى العام للصواب وللمفاهيم المنطقية بعيدًا عن «دعاوى» تافهة تقود الجماهير للهاوية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة