بعد انخفاض حدة هوجة مباراة مصر والجزائر وتأكيدات واضحة من بين سطور السادة المسئولين عن لعبة كرة القدم.. أن المنتخب الجزائرى قد خطف بطاقة التأهل لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.. بدأت لغة العقل تعود مرة أخرى وانخفضت لغة المشاعر الغاضبة وبات بعض عقلاء هذا الوطن يبحثون بجدية عن الأسباب الحقيقية للإخفاق وعدم الوصول لكأس العالم رغم أنها أسهل المرات على الإطلاق وأضعف المجموعات بالنسبة لمستوانا الأفريقى المتميز والذى يؤكد حصولنا على كأس الأمم الأفريقية 2006، 2008 بجدارة واستحقاق.. وأزعم أن المبارزة الحالية والتى ستزداد اشتعالاً الأيام القليلة القادمة ستقدم للمجتمع الكروى المصرى قرابين الهزيمة.. وربما تأخذ هذه المبارزة فى أقدامها أسماء كان يظن أنها بعيدة عن أعين العمل التطوعى الكروى العام ولكنها كانت مختبئة، تؤدى أدواراً من خلف الستار وأزعم أن الذين ظنوا أن الإفطار الرئاسى الذى أقامه الرئيس محمد حسنى مبارك هو حصانة وحماية وتكريم للتغطية على ضياع بطاقة التأهل لجنوب أفريقيا.. أو فكروا أن الأزمة مستمرة بلا حسابات حقيقية للمقصرين سوف يعلمون قريباً جداً أن الكرم الرئاسى ليس منحة أو هبة للمخطئين ولكن كانت رؤية مبارك مختلفة.
فى هذه الأزمة أن يتصدى لكل الأهوال بما فيها الغضب الشعبى الجماهيرى الذى خرج فى معلومات وضح بعد ذلك أن بعضها خاطئ من جراء السلوك الجزائرى ضد الجماهير المصرية فى السودان.. ولكن تبقى طريقة العقاب هى التى ننتظرها وبأى شكل ستكون وإلى أى مدى ستصل.. هل العقاب الحقيقى الذى يصل إلى النيابة العامة للبعض أم على طريقة الفضيحة فقط وكشف بعض أوراق فساد هؤلاء المخطئين وتعريتهم أمام الرأى العام ثم العفو والسماح والاكتفاء بأن يجلسوا فى منازلهم، أو هناك طريقة حديثة فى العقاب تخضع للمثل الشعبى السائد «ربنا بيسلط أبدان على أبدان» أو الدعاء المستحب «اللهم اضرب الظالمين بالظالمين» وهذا يتأتى بظهور شخصية تدعى البطولة فجأة ويحمل أوراقاً ومستندات وتهب وتفضح ما تشاء وذلك دوماً تجده مدججاً بفريق آخر من الظالمين يمده بالمستندات التى لا تسأل لماذا تظهر فجأة أيضاً وطالما أن هناك فضائية تستهدف أزمات المواطنين.. ستجد أشاوس جددا وأبطالا يدعون دوماً أنهم أصحاب ثورة التطهير ضد الفساد وأرجوك لا تسأل هؤلاء لماذا رفضتم بعض التطهير الآن ولماذا هذا التوقيت أيضاً.. وعموماً إذا كان هؤلاء قرابين الهزيمة.. الذين سنقدمهم للشارع الكروى لكى نهدئ روع تلك الجماهير التى شعرت للأسف بالمرارة ليس من الهزيمة وعدم الوصول لكأس العالم وانكسار الحلم فقط.. ولكن لشعورهم أنهم لم يأخذوا حقوقهم أو لم يستردوا كرامتهم التى أهدرها الإعلام المصرى أولاً بوصفهم أنهم الفارون.. الضعفاء.. الجبناء أمام صبيان ومرتزقة من بعض جماهير الجزائر.
> الصراع الذى طفا على سطح النادى المصرى فجأة بين صاحب المال ورئيس النادى كامل أبوعلى والحسينى أبوقمر عضو مجلس الشعب بالطبع ليس بسبب تعدد الآراء وتنوع وجهات النظر والذى يهدف إلى إحراز التقدم والتغيير وإتاحة اختيارات مختلفة وحرية الانتقاء لصنع مستقبل وحاضر أفضل للنادى العريق.. وليس الصراع أيضاً من أجل رغبة صادقة من كل الأطراف لتغيير واقع قائم كان سيئاً إلى واقع أفضل ولكن تلك الأزمة وهذه المعاناة تخضع لقانون الهيمنة التى يرى رئيس المصرى أنها حقه الأصيل مادام هو كيس الفلوس فمن حقه أن يفعل ما يشاء ظناً منه أنه صاحب الفضل ودوماً رجال الأعمال الذين تسللوا إلى الأندية الرياضية يتناسون ما يحصلون عليه من شعبية مجانية، تسهل أعمالهم الخاصة وتجعلهم أكثر يسراً فى دق أبواب السياسيين والمسئولين فى جميع المجالات.. وأرى أيضاً أن النائب أبوقمر لا يهمه أيضاً مصلحة بورسعيد ولا المصرى وإنما يرى فى نفسه أنه آن الأوان أن يركب على ظهر هذا النادى الكبير لكى يحقق لنفسه شعبية مستقرة ولكى يداعب عقول رجال لجنة السياسات أنه قادر على جمع ولم شمل البورسعيدية لكى يتغنوا بالحزب الوطنى ولجنة السياسات معاً.. ويبدو أن كرة القدم قد أصبحت هى الحل الأوحد لدى الحكومة بعدما التف المصريون جميعاً حول تلك المستديرة فى مباراتنا أمام الجزائر.. ولكن من يفوز فى تلك المصادمة المال ورجاله أم السياسة بكل تعقيداتها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة