وليد طوغان

كان خجولا .. وكانت حمقاء!

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009 07:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وتكلم بيرجيه الفرنسى أخيرا فى الذكرى الثالثة لوفاة مصمم الأزياء العالمى "ايف سان لوران" . رغم أن الأخير أوصاه ألا يتكلم مهما كان.

لكن "بيرجيه" فاض به الكيل، واستفزته القصص التى يحكيها أبناء "نفياس" التى عذبت "لوران"، ومرمتطته فى الأرض.. وعصفت بتاريخه.. وبجغرافيته أيضا.
قال إنه اؤتمن وخان.. لكن ضميره مستريح. فإذا كان الأمر قد وصل للإساءة للذى مات دون أن يذكر حبه الأول بسوء، فليس عدلا أن تتجبر الحب الأول، فيحكى أولادها على لسانها أن لوران عذبها، وحطمها قبل أن تتركه.

قال بيرجيه إن "نفياس" هى التى عذبت صديقه، وهى التى كانت فظة غليظة، وإن كل ما حكاه أولادها ليس صحيحا.

نفياس جزائرية حمقاء، أحبها "لوران" فحولت حياته لسلسلة من الأزمات، انتهت بـ"راحة مصطنعة" وفرتها المهدئات.. والمخدرات أحيانا . وهى التى جعلته يعيش تعيسا.. ويموت كذلك.

الفرنسيون العرب يشبهون "سان لوران" بفريد الأطرش. الاثنان غاية فى الرقة.. وغابة من الرومانسية. والفرنسيون يعرفون ملامح قصصا افترت فيها "نفياس" عليه بلا تفاصيل، لكن بيرجيه أكمل الصورة.. وحكى الأسرار.

قال: تركته فى الخمسينيات قبل انتقاله لفرنسا. رأت أنه ليس عمليا، وأن نظرياته فى استخدام ألوان "فان جوخ" و"رامبرانت " فى ملابس النساء.. خيال.

كانت تريد رجلا قويا. اعتقدت أن القوة فلوس، تنقلها بين الإحياء الباريسية بـ"التاكسيات"، وتاكل بها "التارت بالمارون جلاسيه" كلما اشتهت .

أفكار "لوران" كانت غنية، لكنه كان فقيرا. فتركت له "نفياس" الجزائر كلها وهاجرت. فلا أدركت أن "أفكاره فلوس، ولا أن مستقبله أكثر ثراء من أجرة تاكسى باريسى، وأغلى من فطائر "تارت".

لوران هاجر هو لفرنسا، وتعرف على بيرجيه. ولما سأله الأخير عن سر الحزن فى عيناه قال إنها امرأة، لا يريد أن يراها أو يتحدث عنها مرة أخرى.

وكان كذلك فعلا، وكل ما علمه بيرجيه بعد ذلك، عرفه صدفة. فقد رفض لوران طلب نفياس لقاءه مرتين. الأولى عام 68 بعدما أصبح أصغر مدير لأزياء "ديور"، والثانية عام 1989 بعدما دخلت "سان لوران" البورصة، كاول بيت أزياء فى العالم!!

من فرنسا، فاجأ "لوران" العالم بتصميماته، فنجح، وانهالت عليه الفلوس.. والشهرة والنفوذ، لكنه لم يرغب فى مجرد سماع الحمقاء حتى مات، ولا همه أن يقول لها "أنا اهوه".. وأنت التى خسرتينى.

ثورة "لوران" فى عالم الأناقة سبب شهرته. فقد أحدث طفرة فى عالم الموضة، وكان أول من ألبس النساء "الاسموكنج"، بعدما كانت حكرا على الرجال.

وبهرت موديلاته بألوان رامبرانت وفان جوخ الأوروبيين، مع تساؤلات وحيدة عن سبب اختياره ألوانا حزينة.

لم يعرف أحد . لكن بيرجيه قال: "كان يريد أن يقول إن النساء قساة أيضا، لكنه لم يستطع.. كان خجولا".

* مساعد رئيس تحرير جريدة روزاليوسف





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة