الخبرة السياسية لاتتوافر لتنظيم مسلح كان يتخذ من المقاومة المسلحة طريقا له.. فنال احترام الجميع وحقق من الشعبية ما جعله الأقوى فى مواجهه السياسيين الذى اختاروا آليات التفاوض.
حماس قدمت العديد من قياداتها شهداء فداءاً للقضية.. أبرزهم مؤسسها الشهيد أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسى.. حماس التى بثت الرعب فى قلب الصهاينة بعملياتها الاستشهادية.. ذلك السلاح الذى قهر دولة النبت الشيطانى.
وبتزايد الشعبية الجارفة للحركة النضالية داخل وخارج فلسطين.. لعبت السياسة لعبتها.. وبدأت أطراف إقليمية.. وحتى إسرائيلية تلعب فى رأس حماس لاستغلال تلك الشعبية وصولا للحكم، وحدث سيناريو تم رسمه فى غرف مظلمة، وبلعت الحركة ببراءة الثوريين الطعم.. وجاءت الانتخابات ولم يكن أحد -غير الأمريكان- مقتنعا بهزيمة حماس.. وجاء فوز حماس المتوقع متوافقا مع أهداف إقليمية.. وحتى إسرائيلية، فمستنقع السياسة سيكون كفيلاً بإغراق الحركة فى صراعات السياسة الكفيلة بإسقاط السلاح من يدها.. حماس تصورت أنها ستكون امتداداً لحزب الله الذى يجمع بين السلاح والسياسة.. لكن غاب عن قيادات الحركة أن التوازنات فى لبنان ربما تسمح ولو مؤقتا لحزب الله بالجمع بين السلاح والسياسة.. لكن فى غزة لن يكون مسموحا بالنسبة لمصر أن تقبل بتغلغل إيرانى على بوابتها الشرقية.. ورغم فهم الحركة للمحظورات المصرية فإن هناك من دفعها لتحدى مصر.. متوهما أنها ستكون أداة ضغط على مصر لتغيير استراتيجياتها فى المنطقة لخدمة من خدع حماس ببريق السياسة.
حماس سارت على الطريق.. وفى أول خلاف قوى لها مع شريكتها فى البرلمان والحكم «فتح» قررت استخدام السلاح الذى دخل إلى غزة بوسائل عدة أبرزها جهود فريق أوسلوا.. ولابد من سلاح ليحمى القانون ودخل هذا السلاح بمباركة حتى من إسرائيل.. لكن حماس وفى أول خلاف علنى، قررت إعلان الإمارة الإسلامية المدعومة من أطراف إقليمية.. وكان المنتصر الوحيد هى إسرائيل وليست حماس.. هاهى الحركة التى أقلقت منام حكام تل أبيب.. صوبت السلاح لصدور منافسيها فى السلطة وأشقائها فى منظمة التحرير.
أطراف عدة منحت حماس الدعم بحسن نية أو بسوء نية لايهم.. وعرفت حماس المناورة السياسية.. ولكنها لم تستخدم مناوراتها إلا مع مصر.. وكان طبيعيا أن تغضب مصر.. وأن تتحمل مسئولية انفصالها عن مصر.. فقد أساءت حماس مع غيرها تقدير حجم قوة هذا البلد الذى يستطيع الكثير حتى وإن توهم البعض أنه لم يعد يلعب دورا إقليميا.. وما لاتفهمه حماس، حتى وإن كانت محقة فى بعض تقديراتها.. لكن بالنسبة لغزة فمصر لن تقبل بالشيعة على حدودها.. حتى إن قبلت بوجودهم بين شعبها.
حماس خلطت النضال بالسياسة.. فلماذا تعترض الآن.. هذه «ملاعيب» الساسة.. ومن أراد اللعب حسب قوانينها فعليه أن يقبل بالنتائج.. حتى وإن كان بينها منع قيادات الحركة أو بعضهم من الدخول إلى مصر، وهو قرار تفرضه آليات اللعبة التى اختارتها حماس.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة