جمال نصار

رسالة إلى أخى محمد الجزائرى

السبت، 05 ديسمبر 2009 07:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتبت فى مقال سابق لى قبل عيد الأضحى بعنوان "كل عام ومصر والجزائر بخير" وكان يدور هذا المقال حول ضرورة توافر الروح الرياضية ورح التسامح والود والحب لأننا فى النهاية أشقاء عرب ومسلمون، ولا بد أن نتمسك ببعضنا البعض، وكل منا يشد من أزر أخيه، وأن نكون يداً واحدة أمام أعدائنا حتى لا يشمت بنا الأعداء.

أما ما دعانى لكتابة هذا المقال هو ما حدث لى على وجه الخصوص، حيث كنت ذات يوم فى بيتى بعد مرور أيام عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا ونحن أمة واحدة يسودها الحب والتعاون والتآخى والتماسك؛ فإذا بهاتف البيت الأرضى يرنّ رنة واحدة فقط، وبعد فترة ليست بكبيرة يرن مرة أخرى فلا أتمكن من الرد، وظل الهاتف على ذلك الحال حتى فى الساعات المتأخرة من الليل، وكلما نظرت لرقم الطالب الذى ظهر عندى على شاشة الهاتف وجدته رقما غريبًا ليس من مصر، وظل الأمر لمدة يومين، ثم بعد ذلك ظل هذ الرقم يرن باستمرار فتمكنت من الرد عليه، وإذا بى أجد شخصًا يقول لى وهو يضحك متهكمًا "أنت يهودى والمصريون يهود"، ودهشت من تلك العبارة وقلت له من معى قال أنا محمد من الجزائر وجزائرى الأصل، وقد كرهت المصريين لأنهم ضربوا أخوتى الجزائريين فى مصر والسودان، وسمعته إلى آخر كلامه ولم أقاطعه حتى يخرج كل ما بداخله، وقلت له ومن أين أتيت برقم هاتفى، قال أنا لا أقصدك أنت فقط، ولكن أقصد كل المصريين فنحن نضرب أرقامًا عشوائية بمصر، وقلت له يا أخى الحبيب ألسنا كلنا عربا وأخوة أشقاء؟! ألم نقف فى يوم من الأيام الصعبة بجوار بعضنا البعض، ألم يحك التاريخ ويتكلم عن صمودنا سويًا ومحاربتنا للمحتل الغاشم؟! أم هذا التاريخ قد مات وأصبح ماضيا فى طى النسيان؟! وكل ذلك بسبب مباراة كرة قدم أصبحنا أعداء! هل هذا سبب وجيه لكى نفترق ونضرب بتاريخنا وقيمنا ومبادئنا وأخوتنا عرض الحائط ونصبح بعدها أعداء؟!

لا يا أخ محمد يجب علينا أن نتمسك بأخوتنا ولا نتفرق بسبب مبارة لكرة القدم، ونضع الموضوع فى حجمه الطبيعى، فنحن شعبان كبيران لهما تاريخ، وما حدث كان نتيجة لخروج قلة لا تتسم بالروح الرياضة وأحدثت توترات هنا وهناك، سواء على المستوى الإعلامى أو الشعبى، وعلينا أن نتفرغ لما هو أهم لصالح بلادنا فى السعى الدؤوب لنهضتنا ورقينا فى جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والسياسية والإعلامية، وغيرها، ومحاربة الفساد والاستبداد كل فى مجاله وتخصصه، وننصر قضايا أمتنا التى ننتمى إليها، ولنكن يدًا واحدًا لإنقاذ مقدساتنا فى فلسطين من أيدى أبناء القردة والخنازير.

هذا هو المطلوب منّا يا أخ محمد على مستوى الشعوب، ولا يجب أن ننجرّ وراء العصبية البغيضة والنعرات المقيتة، علّها تكون فرصة سانحة لكى نرتب أولوياتنا فى حياتنا.
وتحياتى لك ولجميع الأشقاء فى الجزائر مع رجاء التواصل.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة